للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكره أبو جعفر الطوسي في «مصنفي الإمامية» [١] وقال: هو شيخ أهل اللغة ووجههم، وأستاذ أبي العباس ثعلب، قرأ عليه قبل ابن الأعرابي وتخرّج به مديدة [٢] ، وكان خصيصا بأبي محمد الحسن بن علي [٣] عليهما السلام وأبي الحسن قبله، وله معه مسائل وأخبار.

وله كتب منها: كتاب أسماء الجبال والمياه والأودية. كتاب بني مرة بن عوف.

كتاب بني نمر بن قاسط. كتاب بني عقيل. كتاب بني عبد الله بن غطفان. كتاب طيء. كتاب شعر العجير السلولي وصنعته. كتاب شعر ثابت قطنة.

قال الشابشتي [٤] وكان خصيصا بالمتوكل ونديما له، وأنكر منه المتوكل ما أوجب نفيه عن بغداد ثم قطع أذنه، وكان السبب في ذلك أن الفتح بن خاقان كان يعشق شاهك خادم المتوكل، واشتهر الأمر فيه حتى بلغه، وله فيه أشعار ذكرت بعضها في ترجمة الفتح، وكان أبو عبد الله يسعى فيما يحبّه الفتح، ونمي الخبر إلى المتوكل فاستدعى أبا عبد الله وقال له: إنما أردتك وأدنيتك لتنادمني ليس لتقود على غلماني، فأنكر ذلك وحلف يمينا حنث فيها، فطلّق من كانت حرة من نسائه، وأعتق من كان مملوكا ولزمه حجّ ثلاثين سنة فكان يحج في كلّ عام. قال: فأمر المتوكل بنفيه إلى تكريت فأقام فيها أياما، ثم جاءه زرافة [٥] في الليل على البريد فبلّغه ذلك، فظنّ أن المتوكل لما شرب بالليل وسكر أمر بقتله، فاستسلم لأمر الله، فلما دخل إليه قال له: قد جئتك في شيء ما كنت أحبّ أن أخرج [٦] في مثله، قال: وما هو؟ قال: أمير المؤمنين أمر بقطع أذنك، وقال قل له: لست أعاملك إلا كما يعامل الفتيان، فرأى ذلك هينا في جنب ما كان توهّمه من إذهاب مهجته [٧] فقطع غضروف أذنه من خارج


[١] فهرس الطوسي: ٢٠ (كلكتا) ٥٥ (بيروت) .
[٢] كذا في الوافي، وفي م والطوسي: وتخرج من يده.
[٣] يعني به الحسن العسكري.
[٤] قصة نفي المتوكل له تجدها في الديارات: ٦ وما بعدها.
[٥] زرافة: اسم سياف المتوكل.
[٦] ر والديارات: أجيء.
[٧] الديارات: فرأى ذلك أسهل مما ظنه من القتل.

<<  <  ج: ص:  >  >>