للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زماننا ذا زمان سوء ... لا خير فيه ولا صلاحا

هل يبصر الملبسون فيه ... لليل أحزانهم صباحا

وكلهم منه في عناء ... طوبى لمن مات فاستراحا

وله:

ولّى الشباب بحسنه وبهائه ... وأتى المشيب بنوره وضيائه

الشيب نور للفتى لكنه ... نور مهيب مؤذن بفنائه

فالهج بذكر الله وارض بحكمه ... لا روح للفقراء دون لقائه

وله:

الحكم لله ما للعبد منقلب ... إلا إليه ولا عن حكمه هرب

والمرء ما عاش في الدنيا أخو محن ... تصيبه الحادثات السود والنوب

فإن يساعده في أثنائها فرج ... تسارعت نحوه في إثره كرب

حتى إذا ملّ من دنياه فاجأه ... في أرضه كان أو في غيرها العطب.

[٧٢٣] علي بن أحمد بن محمد بن الغزّال النيسابوري

أبو الحسن: ذكره عبد الغافر في «السياق» فقال: مات في شعبان سنة ست عشرة وخمسمائة ووصفه فقال: الامام المقرىء الزاهد العامل، من وجوه أئمة القراءة المشهورين بخراسان والعراق.

العارف بوجوه القراءات واختلاف الروايات، الامام في النحو وما يتعلق به من العلل، وإليه الفتوى فيه، عهدناه شابّا كثير الاجتهاد مقبلا على التحصيل ملازما لأستاذ أبي نصر الرامشي المقرىء حتى تخرج به فزاد عليه في الفقه والورع وقصر اليد عن الدنيا، ولزم طريق العبادة وطريق التصوف والزهد حتى كان يقصد من البلاد ويستفاد منه، وقلّ ما كان يخرج من بيته إلا في الجنائز ثم اختلّ بصره في آخر عمره، ثم


[٧٢٣]- ترجمة الغزال في السياق (المنتخب الأول) : ٧٢ وبغية الوعاة ٢: ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>