للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ٥٠-

[أحمد بن إبراهيم الضبي]

أبو العباس الملقب بالكافي الأوحد الوزير بعد الصاحب أبي القاسم ابن عباد لفخر الدولة أبي الحسن علي بن ركن الدولة بن بويه:

مات في صفر سنة تسع وتسعين وثلاثمائة ببروجرد من أعمال بدر بن حسنويه على ما نذكره.

ذكره الثعالبي فقال: هو جذوة من نار الصاحب أبي القاسم، ونهر من بحره، وخليفته النائب منابه في حياته، القائم مقامه بعد وفاته، وكان الصاحب استنجبه [١] منذ الصبا، واجتمع فيه الرأي والهوى، فاصطنعه لنفسه وأدّبه بآدابه، وقدّمه بفضل الاختصاص على سائر صنائعه وندمائه، وخرّج منه صدرا يملأ الصدور كمالا، ويجري في طريقه ترسما وترسلا، وفي ذرى المعالي توقلا، ويحقق قول أبي محمد [الخازن] [٢] فيه من قصيدة:

تزهى بأترابها كما زهيت ... ضبّة بالماجد ابن ماجدها

سمائها شمسها غمامتها ... هلالها بدرها عطاردها

يروي كتاب الفخار أجمع عن ... كافي كفاة الورى وواحدها

وقد كانت بلاغة العصر بعد الصاحب والصابىء بقيت متماسكة بأبي العباس، فأشرفت على التهافت بموته، وكادت تشيب بعده لمم الأقلام، وتجف غدر محاسن الكلام، لولا أنّ الله سدّ ببقاء الأمير أبي الفضل عبيد الله بن أحمد ثلم الآداب والكتابة. ثم وصفه بكلام كثير.

ومن شعر أبي العباس الضبي [٣] :


[٥٠]- ترجمة الكافي الأوحد أحمد بن إبراهيم الضبي في المنتظم ٧: ٢٤٠ والوافي ٦: ٢٠٤ واليتيمة ٣: ٢٩١.
[١] م واليتيمة: استصحبه.
[٢] أبو محمد عبد الله بن أحمد الخازن أصبهاني من خواص الصاحب، كان يتولى خزانة كتبه في شبابه، ثم ذهب مغاضبا أو هاربا، ثم عاد إلى حضرة الصاحب (اليتيمة ٣: ٣٢٥) .
[٣] اليتيمة ٣: ٢٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>