للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجلس فقال: أبا عبيدة رحمك الله ما الأودع؟ قال: عافاك الله ما أعرفه، قال سبحان الله أين أنت عن قول العرب زاحم بعود أو دع فقال: ويحك هاتان كلمتان والمعنى أو اترك أو ذر، ثم استغفر الله وجعل يدرس، فقام رجل فقال: رحمك الله أخبرني عن كوفا أمن المهاجرين أم من الأنصار؟ قال: قد رويت أنساب الجميع وأسماءهم ولست أعرف فيهم كوفا. قال فأين أنت عن قوله تعالى والهدي معكوفا؟

قال: فأخذ أبو عبيدة نعليه واشتد ساعيا في مسجد البصرة يصيح بأعلى صوته: من أين حشرت البهائم عليّ اليوم.

ورأيت جماعة من أهل العلم يزعمون أن النسبة إلى السمسمي والسمسماني واحد يقال هذا ويقال هذا.

وكان أبو الحسن هذا مليح الخط صحيح الضبط حجة فيما يكتبه. ومن هذا البيت جماعة كتّاب مجيدون يذكر منهم في مواضعهم من يقع إلينا حسب الطاقة.

وحدث غرس النعمة ابن الصابىء في «كتاب الهفوات» قال «١» : كان أبو الحسن السمسماني متطيّرا فخرج يوم عيد من داره فلقيه بعض الناس فقال له مهنئا:

عرّف الله سيدنا الشيخ بركة شؤم هذا اليوم، فقال: وإياك يا سيدي، وعاد فأغلق بابه ولم يخرج يومه.

ووجدت في بعض الكتب هذه الأبيات منسوبة إلى أبي الحسن السمسمي:

دع مقلتي تبكي عليك بأربع ... إن البكاء شفاء قلب الموجع

ودع الدموع تكفّ جفني في الهوى ... من غاب عنه حبيبه لم يهجع

ولقد بكيت عليك حتى رقّ لي ... من كان فيك يلومني وبكى معي

ووجدت بخط أبي الحسن السمسماني على ظهر كتاب المزني صاحب الشافعي رحمهما الله: كان كثيرا ما يتمثل:

يصون الفتى أثوابه حذر البلى ... ونفسك أحرى يا فتى لو تصونها

<<  <  ج: ص:  >  >>