للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٨٧٢]

[عمرو بن بحر بن محبوب]

أبو عثمان الجاحظ مولى أبي القلمس عمرو بن قلع الكناني ثم الفقيمي أحد النسّاء. قال يموت بن المزرع: الجاحظ خال أمي. وكان جد الجاحظ أسود يقال له فزارة، وكان جمالا لعمرو بن قلع الكناني. وقال أبو القاسم البلخي: الجاحظ كناني من أهل البصرة. وكان الجاحظ من الذكاء وسرعة الخاطر والحفظ بحيث شاع ذكره وعلا قدره واستغنى عن الوصف.

قال المرزباني، حدث المازني «١» قال: حدثني من رأى الجاحظ يبيع الخبز والسمك بسيحان. قال الجاحظ: أنا أسن من أبي نواس بسنة، ولدت في أول سنة خمسين ومائة وولد في آخرها. مات الجاحظ سنة خمس وخمسين ومائتين في خلافة المعتز وقد جاوز التسعين «٢» . سمع من أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد الأنصاري، وأخذ النحو عن الأخفش أبي الحسن وكان صديقه، وأخذ الكلام عن النظام، وتلقف الفصاحة من العرب شفاها بالمربد. وحدثت أن الجاحظ قال: نسيت كنيتي ثلاثة أيام حتى أتيت أهلي فقلت لهم: بم أكنى؟ فقالوا: بأبي عثمان. وحدث أبو هفان قال:

لم أر قط ولا سمعت من أحبّ الكتب والعلوم أكثر من الجاحظ فانه لم يقع بيده كتاب قط إلا استوفى قراءته كائنا ما كان حتى إنه كان يكتري دكاكين الوراقين ويبيت فيها للنظر، والفتح بن خاقان فانه كان يحضر لمجالسة المتوكل فإذا أراد القيام لحاجة أخرج كتابا من كمه أو خفه وقرأه في مجلس المتوكل إلى حين عوده إليه حتى في


(٨٧٢) - ترجمة الجاحظ في الفهرست: ٢٠٨ ونور القبس: ٢٣٠ وتاريخ بغداد ١٢: ٢١٢ ونزهة الألباء: ١٣٢ وأمالي المرتضى ١: ١٩٤ وابن خلكان ٣: ٤٧٠ وسير الذهبي ١١: ٥٢٦ وعبر الذهبي ١: ٤٥٦ وميزان الاعتدال ٣: ٢٤٧ والوافي بالوفيات (خ) وسرح العيون، ١٣٦ والبداية والنهاية ١١: ١٩ ولسان الميزان ٤: ٣٥٥ وبغية الوعاة: ٢٦٥ والشذرات ٢: ١٢١؛ وقد نشر عدد جم من كتبه ورسائله وصدرت عنه عدة كتب وبحوث بالعربية وبغيرها من اللغات، وما يزال «تقريظ الجاحظ» للتوحيدي من المصادر المهمة المحتجبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>