للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قنسرين، صحب البرامكة ثم صحب طاهر بن الحسين وعلي بن هشام القائدين.

وكان حسن الاعتذار في رسائله وشعره يشبّه في المحدثين بالنابغة في الجاهلية، فمن ذلك قوله في جعفر بن يحيى وقد كان بلغ الرشيد عنه ما أهدر به دمه فخلصه جعفر فقال فيه «١» :

ما زلت في غمرات الموت مطّرحا ... يضيق عني فسيح الرأي من حيلي

فلم تزل دائبا تسعى بلطفك لي ... حتى اختلست حياتي من يدي أجلي

قال محمد بن إسحاق النديم: وكان العتابي أديبا مصنفا وله من الكتب: كتاب المنطق. كتاب الآداب. كتاب فنون الحكم. كتاب الخيل لطيف. كتاب الألفاظ رواه أبو عمر الزاهد عن المبرد عنه.

قال العتابي «٢» : وقفت بباب المأمون أنتظر من يستأذن لي عليه، فإذا أنا بيحيى بن أكثم، فقلت: استأذن لي على أمير المؤمنين، قال: لست بحاجب، قلت: صدقت ولكنك ذو فضل وذو الفضل معوان، قال: سلكت بي غير سبيلي، قلت: إن الله أتحفك بجاه وهو عليك مقبل بالزيادة إن شكرت وبالتغيير إن كفرت، وأنا لنفسك خير منك لها أدعوك إلى زيادة النعمة وبقائها عليك فتأباها، فدخل على المأمون وحكى له ما جرى بيني وبينه فاستحسنه وأذن لي.

قال جحظة في «أماليه» «٣» : كلم العتابي يحيى بن خالد في حاجة له كلمات قليلة، فقال له يحيى: لقد نزر كلامك اليوم وقلّ، فقال له: وكيف لا يقلّ وقد تكنفني ذلّ المسألة وحيرة الطلب وخوف الرد، فقال له يحيى: لئن قلّ كلامك لقد كثرت فوائده.

وقال في «أماليه» قال العتابي: لو سكت من لا يعلم عما لا يعلم سقط الاختلاف.

ومن شعره «٤» :

ولو كان يستغني عن الشكر ماجد ... لعزة ملك أو علوّ مكان

<<  <  ج: ص:  >  >>