للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا إمام الهدى سقينا بك الغيث ... وزالت عنّا بك اللأواء

وهي أبيات طويلة.

وقال لقيط في ذلك أيضا:

لما استغاث بك العباد بجهدهم ... متوسّلين إلى إله الناس

أسقاهم بك مثلما أسقاهم ... صوب الغمام بجدّك العباس

فأتتهم لما دعوت سماؤهم ... منهلّة بالكواكف الرجّاس

العدل منه سقاهم وجميل ما ... توليه ذا الإيحاش والايناس

فإذا أمرت فبالانابة والهدى ... وإذا وزنت وزنت بالقسطاس

قال: ودخل لقيط على الرشيد وهو ولي عهد وقد اشتكى فأنشد:

ما بال نومك أمسى لا يؤاتيكا ... كأنّ في الجفن شوكا بات يقذيكا

من غير سقم ولا عشق أرقت له ... إلا لأن قيل أمسى الجود موعوكا

وقيل هارون أمسى شاكيا وصبا ... فقلت نفسي يا هارون تفديكا

ما كنت أحسب جودا يشتكي نهكا ... حتى رأيت وليّ العهد منهوكا

فبتّ مرتفقا أرعى النجوم إلى ... أن جاوب الديك فينا سحرة ديكا

فكم وكم لي من نذر سأنجزه ... إن كنت عوفيت قد أوجبته فيكا

حجّ وصوم وعتق لن أخيس به ... فما تركت لنفسي اليوم مملوكا

سعد عتيق وبنتاه وأمهما ... كانوا وأعجب بهم عندي مماليكا

توقّعوني كأني قد حذيتكم ... سود النعال وأهديت المساويكا

وحدّث فيما أسنده إلى إسحاق الموصلي قال: كان لقيط بن بكير في جراية المهدي، وكان الذي وصله به أبو عبيد الله وزير المهدي، وكان أبو عبيد الله مائلا إليه لعلمه بالشعر والأخبار، فلما مات المهدي لزم الكوفة؛ قال إسحاق فرأيته في سنة تسعين ومائة وهو ينشد قوما شعرا له في الزهد وهو قوله:

عزفت عن الغواية والملاهي ... وأخلصت المتاب إلى إلهي

<<  <  ج: ص:  >  >>