للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينكره. وكان أثبت من عبد الرحمن يعني ابن أخي الأصمعي وأسنّ، وكان يضيق على ابن الأعرابي مسكه [١] . وقد أخذ عن الأصمعي وأبي عبيدة وأبي زيد، وأقام ببغداد، وربما حكى الشيء بعد الشيء عن أبي عمرو الشيباني، ومات فيما ذكره هو وأبو عبد الله بن الأعرابي وعمرو بن أبي عمرو الشيباني في سنة احدى وثلاثين ومائتين وقد نيف على السبعين.

وحدث المرزباني [٢] عن أبي عمر الزاهد، قال، قال ثعلب: دخلت على يعقوب بن السكيت وهو يعمل «إصلاح المنطق» فقال: يا أبا العباس رغبت عن كتابي فقلت له: كتابك كبير وأنا عملت الفصيح للصبيان، ثم قال لي: سر معي إلى أبي نصر صاحب الأصمعي، فمضيت معه فلما كنا في الطريق قال: قد سألت أبا نصر عن بيت شعر فأجابني جوابا لم أرضه، أفأعيده عليه؟ فقلت: لا تفعل فإن عنده أجوبة، وقد أجابك ببعضها فلما دخلت عليه سأله عن البيت فقال له: يا مؤاجر ما أنت وهذا؟

وأنا قربتك حتى رموني بك؟! عندي عشرون جوابا في هذا، وخجل من ذلك وخرجنا، فقلت له، لا مقام لك هاهنا، اخرج من سرّ من رأى واكتب إليّ بما تحتاج إليه لأسأل عنه وأعرفك إياه.

وحكي عن الأصمعي انه كان يقول: ما يصدق عليّ الا أبو نصر، وكان ثقة مأمونا.

ولأبي نصر من التصانيف: كتاب الشجر والنبات. كتاب اللبأ واللبن. كتاب الابل. كتاب أبيات المعاني. كتاب اشتقاق الأسماء. كتاب الزرع والنخل. كتاب الخيل. كتاب الطير. كتاب ما يلحن فيه العامة. كتاب الجراد.

وذكره حمزة في «كتاب أصبهان» قال: ولما أقدم الخصيب بن أسلم [٣] أبا محمد الباهليّ صاحب الأصمعي إلى أصبهان نقل معه مصنفات الأصمعي وأشعار شعراء الجاهلية وشعراء الاسلام مقروءة على الأصمعي، وكان قدومه اصبهان بعد سنة


[١] المسك: الجلد، والمعنى أنه كان يرهقه ويعنته، قال أبو الطيب (٩٢) وكان أبو نصر الباهلي يتعنت ابن الأعرابي ويكذبه ويدعي عليه التزيد ويزيفه.
[٢] نقلها الصفدي: وقارن بحكاية مماثلة أوردها الزبيدي والقفطي.
[٣] البغية: الخصيب بن سالم.

<<  <  ج: ص:  >  >>