للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسن اللغوي وقد استماله بحريطة مال ومركب أهداهما إليه، قصيدة اولها:

أتتني الخريطة والمركب ... كما اقترن السعد والكوكب

وحطّ بمينائه قلعه ... كما وضعت حملها المقرب

على ساعة قام فيها النباء ... على هامة المشتري يحطب

مجاهد رضت إباء الشموس ... فأصحب ما لم يكن يصحب

فقل واحتكم لي فسمع الزمان ... مصيح إليك بما ترغب

وقد ألف مجاهد كتاب عروض يدلّ على قوته فيه، ومن أعظم فضائله تقديمه للوزير أبي العباس أحمد بن رشيق وتعويله عليه وبسط يده في العدل.

[٩٣٨]

[المحسن بن إبراهيم بن هلال بن زهرون]

الصابىء أبو علي بن أبي إسحاق صاحب الرسائل، ووالد هلال بن المحسن صاحب التواريخ والرسائل: كان أديبا فاضلا بارعا قد لقي الأدباء والعلماء وأخذ عنهم كأبي سعيد السيرافى وأبي على الفارسي وأبي عبيد الله المرزباني. مات في تامن محرم سنة احدى وأربعمائة عن ابنه هلال، وله شعر حسن من مثله، وكان بوجهه شامة حمراء فكان يعرف بصاحب الشامة، وابنه هلال بن المحسن أعلى منزلة منه. ومات هذا على دين أبيه، وأما ابنه فأسلم على ما ذكرته في بابه. وكان لأبي اسحاق ابن آخر يقال له أبو سعيد سنان لبس بالنبيه وآخر كنيته أبو العلاء صاعد، ومات ابو سعيد سنان في حياة أبيه في رجب سنة ثمانين. ولما قبض على أبيه أبي إسحاق قبض معه على ولديه أبي عليّ هذا وأبي سعيد. فحدث أبو الحسين هلال قال حدثني أبو عليّ والدي قال: أمر عضد الدولة أبا القاسم المطهر بن عبد الله وزيره وقال له: أفرج عن [ابن] أبي إسحاق صاحب الشامة فان له قديم خدمة، فتقدم بذاك، فثقل على أبي سعيد أخى إطلاقي من دونه ودمدم على والدنا دمدمة قال له عندها: أيّ أمر لنا يا بني في نفوسنا أم أيّ ذنب لى


(٩٣٨) - ترجمة المحس الصابىء في الوافي للصفدي (خ) وعرضا في ترجمة أبيه في سير الذهبي ١٦: ٥٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>