كتاب معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب

يحنّ إلى أوطانه وفؤاده ... له بين أحناء الضلوع وجيب

سقى الله ربعا بالعراق فإنه ... إليّ وان فارقته لحبيب

أحنّ إليه من خراسان نازعا ... وهيهات لو أنّ المزار قريب

وإن حنينا من خوارزم ينتهي ... إلى منتهى أرض العراق عجيب

[[١٠٧٣] محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم، أبو عمر الزاهد]

المطرز الباوردي:

غلام ثعلب اللغوي من أئمة اللغة وأكابر أهلها وأحفظهم لها، قال أبو علي بن أبي علي التنوخي عن أبيه: ومن الرواة الذين لم ير قطّ أحفظ منهم أبو عمر الزاهد محمد بن عبد الواحد المعروف بغلام ثعلب، أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة في اللغة فيما بلغني، وكان لسعة حفظه يطعن عليه بعض أهل الأدب ولا يوثقونه في علم اللغة، حتى قال عبيد الله بن أبي الفتح «١» : لو طائر طار في الجو لقال أبو عمر الزاهد حدثنا ثعلب عن ابن الأعرابي، ويذكر في معنى ذلك شيئا، وكان المحدثون يوثقونه.

قال الخطيب البغدادي «٢» : رأيت جميع شيوخنا يوثقونه ويصدقونه، وكان يسأل عن الشيء فيجيب عنه، ثم يسأل عنه بعد سنة فيجيب بذلك الجواب. ويروى أن جماعة من أهل بغداد اجتازوا على قنطرة الصراة وتذاكروا ما يرمى به من الكذب فقال أحدهم: أنا أصحّف له القنطرة وأسأله عن معناها فننظر ما يجيب، فلما دخلوا عليه قال له الرجل: أيها الشيخ ما الهرطنق عند العرب؟ فقال: كذا وكذا، وذكر شيئا،

[١٠٧٣] ترجمة أبي عمر الزاهد في طبقات الزبيدي: ٢٢٩ والفهرست: ٨٢ وتاريخ بغداد ٢: ٣٥٦ وطبقات الحنابلة ٢: ٦٧ ونزهة الالباء: ١٩٠ والمنتظم ٦: ٣٨٠ وانباه الرواة ٣: ١٧١ وابن خلكان ٤: ٣٢٩ وتذكرة الحافظ: ٨٧٣ وعبر الذهبي ٢: ٢٦٨ وسير الذهبي ١٥: ٥٠٨ والوافي ٤: ٧٢ ومرآة الجنان ٢: ٣٣٧ وطبقات السبكي ٣: ١٨٩ والبداية والنهاية ١١: ٢٣٠ ولسان الميزان ٥: ٢٦٨ وبغية الوعاة ١: ١٦٤ والشذرات ٢: ٣٧٠ وإشارة التعيين: ٣٢٦.