للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طلبت جدا لنفسي ... فقيل لي قد توفي

فلا علومي تجدي ... ولا صناعة كفي

ثور ينال الثريا ... وعالم متخفي

وقال أحمد بن عمر بن روح «١» : إن المعافي بن زكريا حضر في دار بعض الرؤساء، وكان هناك جماعة من أهل العلم فقالوا له: في أي نوع من العلم نتذاكر؟

فقال المعافى للرئيس صاحب الدار: إنّ خزانتك جمعت أنواع العلوم وأصناف الأدب، فإن رأيت أن تبعث الغلام إليها يضرب بيده إلى أيّ كتاب منها فيحمله اليك، ثم نفتحه فننظر في أيّ علم هو، فنتذاكر ونتجارى فيه، قال ابن روح: وهذا يدل على أن المعافى كان له أنسة بسائر العلوم. وكان أبو محمد الباقي «٢» يقول: إذا حضر المعافى فقد حضرت العلوم كلها، وكان يقول أيضا: لو أن رجلا أوصى بثلث ماله لأعلم الناس لوجب أن يدفع الى المعافى.

وكانت ولادته يوم الخميس لسبع خلون من رجب سنة خمس وثلاثمائة وقيل سنة ثلاث، وتوفي يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة تسعين وثلاثمائة.

ومن شعره:

خالق العالمين ضامن رزقي ... فلماذا أملّك الخلق رقّي

قد قضى لي بما عليّ وما لي ... خالقي جلّ ذكره قبل خلقي

أصحب البذل والندى في يساري ... ورفيقي في عسرتي حسن رفقي

فكما لا يردّ عجزي رزقي ... فكذا لا يجرّ رزقي حذقي

وذكر أنه عمل هذه الأبيات في معنى قول علي بن الجهم «٣» :

لعمرك ما كلّ التعطل ضائر ... ولا كلّ شغل فيه للمرء منفعه

إذا كانت الأرزاق في القرب والنوى ... عليك سواء فاغتنم راحة الدعه

وقال أيضا «٤» :

<<  <  ج: ص:  >  >>