للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقفت عليه بخطه الرائق فوجدته مشحونا بالفوائد النحوية، وقد شرح ألفاظه اللغوية واعتنى بإعرابه فدلّ على تبحره في علم العربية.

ومن شعره «١» :

أأحبابنا إن خلّف البين بعدكم ... قلوبا ففيها للتفرق نيران

رحلتم على أنّ القلوب دياركم ... وأنكم فيها على البعد «٢» سكان

عسى مورد من سفح جوشن «٣» ناقع ... فإني الى تلك الموارد ظمآن

وما كلّ ظنّ ظنه المرء كائن ... يقوم عليه للحقيقة برهان

وعيش الفتى طعمان حلو وعلقم ... كما حاله قسمان رزق وحرمان

وقال:

إن كتمت الهوى تزايد سقمي ... وأخاف العيون حين أبوح

لأبوحنّ بالذي في ضميري ... من هواه لعلني أستريح

وقال:

وإنّ اغتراب المرء من غير فاقة ... ولا حاجة يسمو لها لعجيب

فحسب الفتى بخسا وإن أدرك الغنى ... ونال ثراء أن يقال غريب

وقال:

أخي ما بال قلبك ليس ينقى ... كأنك لا تظنّ الموت حقا

ألا يا ابن الذين مضوا وبادوا ... أما والله ما ذهبوا لتبقى

وما لك غير تقوى الله زاد ... إذا جعلت الى اللهوات ترقى

وقال:

وقائل كيف تهاجرتما ... فقلت قولا فيه إنصاف

لم يك من شكلي فتاركته ... والناس أشكال وألّاف

<<  <  ج: ص:  >  >>