للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العيلاني النميري: كان قارئا أديبا شاعرا مجيدا، أضرّ بالجدري صغيرا، فحفظ القرآن المجيد، وقرأ الأدب على أبي منصور الجواليقي، وسمع من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وأبي الفضل ابن ناصر، وبرع في الشعر فمدح الخلفاء والوزراء، وكان منقطعا إلى الوزير ابن هبيرة، وقد أدركته صغيرا ولم ألقه. توفي يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.

ومن شعره «١» :

شمس الضحى يعشي العيون ضياؤها ... إلا إذا رمقت بعين واحده

ولذاك تاه العور واحتقروا الورى ... فاعرف فضيلتهم وخذها فائده

نقصان جارحة أعانت أختها ... فكأنما قويت بعين زائده

وله:

لها من الليل البهيم طرّة ... على جبين واضح نهاره

ومعصم يكاد يجري رقة ... وإنما يعصمه سواره

وقال «٢» :

ترى يتألف الشمل الصديع ... وآمن من زماني ما يروع

وتؤنس بعد وحشتها بنجد ... منازلنا القديمة والربوع

ذكرت بأيمن العلمين عيشا ... مضى والشمل ملتئم جميع

فلم أملك لدمعي ردّ غرب ... وعند الشوق تعصيك الدموع

ينازعني إلى لمياء قلبي ... ودون لقائها بلد شسوع

وأخوف ما أخاف على فؤادي ... إذا ما أنجد البرق اللموع

فقد حمّلت من طول التنائي ... عن الأحباب ما لا أستطيع

<<  <  ج: ص:  >  >>