للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شاعرا ماجنا خليعا، وكان يصحب آدم بن عبد العزيز الأموي، وكان آدم هذا ماجنا أيضا منهمكا في الشراب ثم نسك، وليعقوب معه أخبار وملح: فمن ذلك ما حدث به فليح بن سليمان قال: لما ترك آدم بن عبد العزيز الشراب استأذن يوما على يعقوب بن الربيع وأنا عنده، فقال يعقوب: ارفعوا الشراب فان هذا قد تاب وأحسبه يكره أن يحضره، فرفع وأذن له، فلما دخل قال: إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ

(يوسف: ٩٤) قال يعقوب: هو الذي وجدت ولكنا ظننا أنه يثقل عليك لتركك له، قال: أي والله إنه ليثقل عليّ ذاك، قال: فهل قلت في ذلك شيئا منذ تركته؟ قال: نعم، وأنشد «١» :

ألا هل فتى عن شربها اليوم صابر ... ليجزيه عن صبره الغد قادر

شربت فلما قيل ليس بنازع ... نزعت وثوبي من أذى اللوم طاهر

وكان يعقوب بن الربيع يعشق جارية «٢» فطلبها سبع سنين وبذل فيها جاهه وماله حتى ملكها، وأعطي فيها مائة ألف دينار فلم يبعها، فمكثت عنده ستة أشهر وماتت، فرثاها بشعر كثير فمن ذلك:

لئن كان قربك لي نافعا ... فبعدك أصبح لي أنفعا

لأني أمنت رزايا الدهور ... وان حلّ خطب فلن أجزعا

وله:

راحوا يصيدون الظباء وانني ... لأرى تصيّدها عليّ حراما

أشبهن منك لواحظا وسوالفا ... فحوت بذلك حرمة وذماما

أعزز عليّ بأن أروّع شبهها ... أو ان يذوق على يديّ حماما

<<  <  ج: ص:  >  >>