للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وقرأت بخطّ أبي اليسر المعري في ذكره: وكان رضي الله عنه يرمى من أهل الحسد له بالتعطيل، وتعمل تلامذته وغيرهم على لسانه الأشعار يضمنونها أقاويل الملحدة قصدا لهلاكه وإيثارا لاتلاف نفسه، فقال رضي الله عنه [١] :

حاول إهواني قوم فما ... واجهتهم إلا باهوان

يحرّشوني بسعاياتهم ... فغيّروا نية إخواني

لو استطاعوا لوشوا بي إلى المريخ في الشّهب وكيوان وقال أيضا [٢] :

غريت بذمّي أمة ... وبحمد خالقها غريت

وعبدت ربي ما استطعت ... ومن بريته بريت

وفرتني الجهال حا ... سدة عليّ وما فريت

سعروا عليّ فلم أحسّ وعندهم أني هريت

فهرست كتبه على ما نقلته من خط أحد مستملي أبي العلاء، فقال: الذي أملاه أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي تجاوز الله عنه من الكتب على ضروب منها ما هو في الزهد؛ وقرأت في نسخة أخرى: فهرست كتبه ما صورته، قال الشيخ أبو العلاء رضي الله عنه: لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة، واجتهدت على أن أتوفّر على تسبيح الله وتحميده إلّا أن اضطرّ إلى غير ذلك، فأمليت أشياء وتولّى نسخها الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي هاشم- أحسن الله معونته- فألزمني بذلك حقوقا جمّة وأيادي بيضا، لأنه أفنى فيّ زمنه ولم يأخذ عما صنع ثمنه، فالله يحسن له الجزاء، ويكفيه حوادث الزمن والأرزاء، وهي على ضروب مختلفة فمنها ما هو في الزهد والعظات وتمجيد الله سبحانه وتعالى من المنظوم والمنثور، فمن ذلك: الكتاب المعروف بالفصول والغايات، والمراد بالغايات القوافي لأن القافية غاية البيت أي منتهاه، وهو كتاب موضوع على حروف المعجم ما خلا الألف، لأن فواصله مبنيّة


[١] تعريف القدماء: ٢٧٠ (عن الوافي) ٥٧٨ (عن الإنصاف والتحري) .
[٢] انظر التعليق السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>