للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حوصلتها، فيصادفها دونهنّ أجدل فيأكلها فيهلك فراخها عطشا، وذكر أشياء من هذا الباب ثم قال: وأعوذ بالله وأتبرأ من قول الكافر [١] :

ألمت بالتحية أمّ بكر ... فحيّوا أمّ بكر بالسلام

وكائن بالطويّ طويّ بدر ... من الأحساب والقوم الكرام

وكائن بالطويّ طويّ بدر ... من الشيزى تكلّل بالسنام

ألا يا أمّ بكر لا تكرّي ... عليّ الكاس بعد أخي هشام

وبعد أخي أبيه وكان قرما ... من الأقرام شرّاب المدام

ألا من مبلغ الرحمن عني ... بأني تارك شهر الصيام

إذا ما الرأس زايل منكبيه ... فقد شبع الأنيس من الطعام

أيوعدنا ابن كبشة أن سنحيا ... وكيف حياة أصداء وهام

أيترك أن يردّ الموت عني ... ويحييني إذا بليت عظامي

ولعن الله القائل، ويقال إنه الوليد بن يزيد بن عبد الملك [٢] :

أدنيا مني خليلي ... عند لا دون الإزار

فلقد أيقنت أني ... غير مبعوث لنار

سأروض الناس حتى ... يركبوا دين الحمار

وأرى من يطلب ... الجنة يسعى في خسار

وويل لابن رغبان إن كان قال [٣] :

هي الأولى وقد نعموا بأخرى ... وتسويف الظنون من السواف [٤]

فإن يك بعض ما قالوه حقا ... فإن المبتليك هو المعافي


[١] هو أبو بكر شداد بن الأسود الليثي ويعرف بابن شعوب وأبياته في سيرة ابن هشام ٢: ٢٩ وأنساب الاشراف ١: ٣٠٧ ورسالة الغفران: ٤١٣.
[٢] ديوان الوليد: ٤١- ٤٢ ورسالة الغفران: ٤٣٥ وانظر رسائل المعري ١: ١١٤.
[٣] هو عبد السلام بن رغبان المشهور بديك الجن، انظر رسالة الغفران: ٤٣٨ ورسائل المعري ١: ١١٦.
[٤] السواف: الهلاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>