للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثيرا، ولم أشكها إلى أحد قبلك، ولا أعددت للإنصاف منها إلا فضلك؛ ودفع ذمام المسألة وحقّ الظلامة حقّ التأميل وقدم صدق الموالاة والمحبة. والذي يملأ يدي من النصفة ويسبغ العدل عليّ حتى تكون إليّ محسنا وأكون بك للأيام معديا أن تخلطني بخواصّ خدمك الذين نقلتهم من حال الفراغ إلى الشغل، ومن الخمول إلى النباهة والذكر، فإن رأيت أن تعديني فقد استعديت، وتجيرني فقد عذت بك، وتوسع عليّ كنفك فقد أويت إليه، وتشملني بإحسانك فقد عوّلت عليه، وتستعمل يدي ولساني فيما يصلحان لخدمتك فيه فقد درست كتب أسلافك، وهم الأئمة في البيان، واستضأت برأيهم، واقتفيت آثارهم اقتفاء حصلني بين وحشيّ كلام وأنيسه، ووقفني منه على جادة متوسطة يرجع إليها الغالي ويسمو نحوها المقصر، فعلت، إن شاء الله تعالى.

فكانت هذه الرقعة سبب استخلافه لأبي.

[٢٨٨]

[جعفر بن محمد بن حمدان الموصلي، أبو القاسم]

الفقيه الشافعي: ذكره محمد بن إسحاق فقال: هو حسن التأليف، عجيب التصنيف، شاعر أديب، فاضل ناقد للشعر كثير الرواية، مات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، ومولده سنة أربعين ومائتين، له عدة كتب في الفقه على مذهب الشافعي، فأما كتبه في الأدب فهي:

كتاب الباهر في أشعار المحدثين «١» عارض به «الروضة» للمبرد «٢» . كتاب الشعر والشعراء لم يتمّ ولو تمّ لكان غاية في معناه. كتاب السرقات لم يتمّ أيضا، وهو كتاب جيد في معناه «٣» . كتاب محاسن أشعار المحدثين، لطيف.


[٢٨٨]- ترجمته في الفهرست: ١٦٦ وطبقات الأسنوي ٢: ٤٣٠ والوافي ١١: ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>