للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من التدبير، ولمحنة امتحني الله بها كما تقول ذلك الشيع في أئمتها، فلا يكون للشيعة معهم كلام، ولا من قولهم انفصال.

فأما أنت رحمك الله، فلو قال لك قائل من المنجمين أو المحتالين المتكسبين هذا لكان من جوابك أن تقول: أنا أعلم أنك تكذب لأنك مضطر ملجأ إلى أن تغني نفسك وعيالك، وإلى أن لا تفضح نفسك وتشمت عدوك، فأنت لا تعلم شيئا مما ادعيت ولا تقدر عليه، ولا تجد سبيلا اليه.

والعجب أن الشيع تزعم أن الله أطلع الأئمة على هذه الغيوب لأنهم حجج الله على خلقه، ولتقوم حجتهم عليهم بهذه العلوم، ثم لا يظهر من هؤلاء القوم شيء مما يدّعون مع حاجتهم إلى ذلك، بل أفعالهم تشهد أنهم لا يعلمون ذلك، وأنهم كغيرهم من طلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن، فسبيل أمير المؤمنين سبيلهم، بل الأمر في بابه عليه السلام أوضح في كذب هؤلاء عليه في ادعائهم له النص والعصمة والمعجزات، وقد خالفه من ذكرنا ونازعهم وخاصمهم فما احتج بشيء من ذلك مع حاجته اليه كما تقدم ذكر/ ذلك في غير موضع من هذا الكتاب.

والعجب أن أمير المؤمنين رضي الله عنه يسأل عما كان من طلحة والزبير، فيقال له: قد سارا مع عائشة إلى البصرة، فيعجب ويقول: ما ظننت أنهما يفعلان هذا، ويسأل عن معاوية وأهل الشام ويتعرف بأخبارهم من واحد بعد واحد، ويتعجب من إخراج من بالبصرة عامله عثمان بن حنيف منها بعد أن بايعوه، وأنه ما ظن أنهم يفعلون ذلك، ولما سار إلى البصرة وصار بالربذة قال «١» : من له هداية بذي قار يهديناا ويعرفنا الطريق، فجاء رجل فقال له: أنا من أهدي الناس بذي قار، فسار بين يديه حتى جاء إلى ذي قار.


(١) الربذة من قرى المدينة على بعد ثلاثة اميال في طريق مكة. معجم البلدان