للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزنا والاشتراك في الزوجات واللواط وغير ذلك لأحد البتة، وأنها على البررة والخاصة، والعلماء ومن أهل البيت أوجب وألزم منها للعامة الفجرة، وأنها ليست بعذاب على أحد، وأن لمن فعلها وقام بحقوقها ولم يبطلها ولم يحبطها الثواب والمدح والإجلال والكرامة في الدنيا والآخرة. والعلماء يعرفون من سنة محمد صلّى الله عليه وسلم أن تكاليفه الثقيلة إنما هي على خاصته والسابقين، وأنه كان يولي على أهل بيته ويلزمهم الطاعة لولاته، فقد ولى عتاب بن أسيد مكة وبها من بني هاشم خلق كثير فكانوا له رعية، وقد ولّى على المدينة في غزواته وأسفاره غير واحد من المهاجرين والأنصار وبها من بني هاشم ومواليهم رجال كثير وقد ولى زيد بن حارثة على عسكر مؤتة وعلى جعفر بن أبي طالب، فكان هو الأمير دون جعفر، وقد كان هناك غير جعفر هذا. وجعفر رضي الله عنه قديم الإسلام، قديم الهجرة، وقد وّلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب وجعله خليفة/ على عسكره وجيشه يوم الطائف ويوم الفتح ويوم حنين، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ذلك العسكر وفي هذه المواطن كلها، وقد ولّى رسول الله صلّى الله عليه وسلم على عسكره وجيشه أبا بكر الصديق في غزوة تبوك، وأقام بالمدينة يحرض الناس على غزو الروم، وفي ذلك الجيش الذين أمرهم غير واحد من بني هاشم، وكان أبو بكر يصلي بهم ويأمرهم وينهاهم.

ولما سار رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى تبوك قدم أبو بكر وعمر على معظم جيشه وقدمهما أمامه وسار في آخر الناس في نفر يسير، وفي ذلك العسكر غير واحد من بني هاشم، وهي قصة معروفة، وفيها يقول رسول الله صلّى الله عليه وسلم لمن معه:

كيف ترون الناس صنعوا حين أرهقتهم صلاتهم وفقدوا نبيّهم، قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أليس في القوم أبو بكر وعمر، إنهما