للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في يزيد ورحمه. ثم قال له أبو سفيان: من ولّيت مكانه يا أمير المؤمنين؟ قال: أخاه معاوية، قال: وصلتك رحم يا أمير المؤمنين.

وفي «المعارف» (٣٤٥) : كان يقال ليزيد بن أبي سفيان: يزيد الخير، واستعمله أبو بكر على الشام، ثم أقره عمر بعده، حتى مات في خلافة عمر سنة ثماني عشرة.

قال أبو عمر (١٤١٧) : وأقام معاوية على الشام أربع سنين، ومات عمر فأقرّه عثمان عليها اثنتي عشرة سنة إلى أن مات، ثم كانت الفتنة فحارب معاوية عليا أربع سنين.

قال ابن إسحاق: وكان معاوية أميرا عشرين سنة، وخليفة عشرين سنة.

(١٤١٨) وذمّ معاوية عند عمر يوما فقال: دعونا من ذمّ فتى قريش، من يضحك في الغضب، ولا ينال ما عنده إلا على الرضى، ولا يؤخذ ما فوق رأسه إلا من تحت قدميه.

(١٤٢١) وروى ابن شهاب بسنده عن المسور بن مخرمة «١» أنه وفد على معاوية، قال: فلما دخلت عليه سلّمت، قال: فقال: ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور؟ قال: قلت: ارفضنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له، قال: والله لتكلّمنّ بذات نفسك، قال: فلم أدع شيئا أعيبه إلا بيّنته له، قال: فقال: لا أبرأ من الذنوب، فما لك ذنوب تخاف أن تهلكك إن لم يغفرها الله لك؟ قال: فقلت:

بلى، قال: فما جعلك أحقّ أن ترجو المغفرة مني؟ فو الله لما ألي من الإصلاح بين الناس، وإقامة الحدود والجهاد في سبيل الله، والأمور العظام التي لست أحصيها ولا تحصيها أكثر مما تلي وإني لعلى دين يقبل الله فيه الحسنات، ويعفو عن السيئات، والله لعلى ذلك ما كنت لأخيّر بين الله تعالى وبين ما سواه إلا اخترت الله


(١) قارن بأنساب الأشراف ٤/ ١: ٣٦، ٤٧ وتاريخ بغداد ١: ٢٠٨ ومصنف عبد الرزاق ١١: ٣٤١- ٣٤٥ وتاريخ الإسلام للذهبي ٣: ٨٠.

<<  <   >  >>