للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تنبيه:

تقدم ذكر ابن إسحاق في السير، وابن جماعة في المختصر بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة، ودحية رسولين بكتابيه في جملة الإرسال، لكن ذكر الإمامان: البخاري ومسلم أن دحية دفع الكتاب لعظيم بصرى ودفعه عظيم بصرى لقيصر، وذكر البخاري والنسائي: أن عبد الله بن حذافة دفع الكتاب لعظيم البحرين، ودفعه عظيم البحرين لكسرى. فصحّ أنهما لم يكونا رسولين وإنما كانا حملا الكتابين لمن دفعهما لمن كتبا له، فلذلك أفردت لحامل الكتاب بابا. انتهى.

[الفصل الثاني في ذكر أنسابهم وأخبارهم]

رضي الله تعالى عنهم

١- عبد الله بن حذافة

: في «الاستيعاب» (٨٨٨) عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي، يكنى: أبا حذافة. أسلم قديما، وكان من المهاجرين الأولين، هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، ويقال إنه شهد بدرا، ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين.

قال أبو عمر (٨٨٩) رحمه الله تعالى: كان عبد الله بن حذافة رسول رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى كسرى بكتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام، فمزّق كسرى الكتاب فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: مزّق ملكه «١» ؛ وقال: إذا مات كسرى فلا كسرى بعده. قال الواقدي: فسلط الله على كسرى ابنه شيرويه، قتله ليلة الثلاثاء لعشر مضين من جمادى سنة سبع.

قال أبو عمر (٨٨٩) : وعبد الله بن حذافة هذا هو القائل لرسول الله صلّى الله عليه وسلم حين قال: سلوني عما شئتم، من أبي يا رسول الله؟ فقال: أبوك حذافة بن قيس؛ فقالت له أمه: ما سمعت بابن أعقّ منك، أأمنت أن تكون أمك


(١) الاستيعاب: اللهم مزق ملكه.

<<  <   >  >>