للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (الشعراء: ٢٢٧) .

وخرج مسلم (٢: ٢٦٠) رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أرسل إلى ابن رواحة فقال: اهجهم، فهجاهم فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك ثم أرسل إلى حسان بن ثابت فلما دخل عليه، قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحرّكه، فقال: والذي بعثك بالحقّ لأفرينهم بلساني فري الأديم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: لا تعجل فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبا حتى يلخص لك نسبي؛ فأتاه حسان ثم رجع فقال: يا رسول الله قد لخّص لي نسبك، والذي بعثك بالحقّ لأسلنّك منهم كما تسلّ الشعرة من العجين.

قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: فسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول لحسان: إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله. وقالت:

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: هجاهم حسان فشفى وأشفى؛ قال حسان «١» : [من الوافر]

هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء

هجوت محمدا برّا حنيفا ... رسول الله شيمته الوفاء

فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء

ثكلت بنيتي إن لم تروها ... تثير النقع غايتها كداء

«٢» يبارين الأعنة مصعدات ... على أكتافها الأسل الظّماء

تظلّ جيادنا متمطّرات ... تلطّمهن بالخمر النساء

فإن أعرضتم عنّا اعتمرنا ... وكان الفتح وانكشف الغطاء

وإلا فاصبروا لضراب يوم ... يعزّ الله فيه من يشاء

وقال الله: قد أرسلت عبدا ... يقول الحقّ ليس به خفاء


(١) ديوان حسان: ١٨، ١٧. (٢) صحيح مسلم: من كنفي كداء.

<<  <   >  >>