للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكسرة، قال: ومن العرب من يقول في جمعه: دياوين بالياء، وأنشد «١» : [من الوافر]

عداني أن أزورك أمّ عمرو ... دياوين تشقّق «٢» بالمداد

وقال ابن قتيبة «في صناعة الكتابة» له: وإنما جمعوه بالياء على لفظه، قال:

وداله بالكسر ولا تفتح.

قال ابن السيد (١: ١٩٢- ١٩٣) : وفي ديوان شذوذ عما عليه جمهور الأسماء في الاعتلال، قال: والأصل في تسميتهم الديوان ديوانا: أن كسرى أمر كتّابه أن يجتمعوا في دار واحدة ويعملوا حساب السواد في ثلاثة أيام، وأعجلهم فيه، فأخذوا في ذلك، واطّلع عليهم لينظر ماذا يصنعون، فنظر إليهم يحسبون بأسرع ما يمكن وينسخون كذلك، فعجب من كثرة حركتهم فقال: أي ديوانه: ومعناه: هؤلاء مجانين، وقيل: معناه: شياطين، فسمّي موضعهم ديوانا، واستعملته العرب، وجعلوا كلّ محصّل من كلام أو شعر ديوانا. وروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: إذا قرأتم شيئا من القرآن ولم تعرفوا ما غريبه، فاطلبوه في شعر العرب فإنه ديوانها «٣» . انتهى.

وأما الزمام فقال علي بن خيرة الميورقي في كتابه «ترتيب الأعمال» : إنما قيل له زمام لأنه مشتقّ من زمام الناقة، الذي هو مانعها من إرادة هواها، وقاصرها على المكان الذي عقلت فيه. قال: وكذلك الزمام سمّي زماما لحصر الأمور فيه، وزمّها وعقلها عن التلف، وخشية النسيان لها، واتقاء الغفلة فيها. قال: وقيل للزمام ديوان لأنه جعل كالكتاب الذي تدوّن فيه المعاني والعلوم وتبيّن، لتعلم ولتحفظ في كلّ وقت، فهو مدون لتقييد الأشياء والمعاني التي يخشى عليها النسيان.

قال ابن القوطية في أفعاله (٢: ٩٨) : زمّ البعير: أوثقه بالزمام، والشيء: شدّه.


(١) البيت في اللسان (دون) والمعرب: ١٥٤ وشفاء الغليل: ٨٢ ورسائل المعري ١: ٢٤.
(٢) اللسان: تنفق.
(٣) الاقتضاب: ديوانهم.

<<  <   >  >>