للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقضيها، ولا كنت في جنازة قط فحدثت نفسي بغير ما تقول ويقال لها حتى أنصرف عنها.

قال سعيد بن المسيب: هذه الخصال ما كنت أحسبها إلا في نبيّ.

قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى: توفي سعد سنة خمس من الهجرة، وكان موته بعد الخندق بشهر وبعد قريظة بليال. انتهى.

وقال ي ابن إسحاق في «السير» (٢: ٢٥٢) : وقالت أم سعد حين احتمل نعشه، قال ابن عبد البر: هي كبشة بنت رافع، لها رضي الله تعالى عنها صحبة «١» :

[من الرجز]

ويل أمّ سعد سعدا ... صرامة وحدّا

وسؤددا ومجدا ... وفارسا معدا

سدّ به مسدا ... يقدّ هاما قدّا

قال: يقول رسول الله صلّى الله عليه وسلم: كلّ نائحة تكذب إلا نائحة سعد بن معاذ.

فائدتان لغويتان:

الأولى: حبّان بن العرقة بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء بواحدة ضبطه الحافظ أبو علي الغساني رحمه الله بخطه.

الثانية: العرقة بعين مفتوحة وراء مكسورة مهملتان بعدهما القاف وتاء التأنيث؛ قال أبو عمر ابن عبد البر في «الاستيعاب» (٦٠٣) وإنما قيل لها العرقة لطيب عرقها.

الثالثة: في «المشارق» (١: ١٩٥- ١٩٦) حلّة سيراء بكسر السين وفتح الياء ممدود، بعضهم يجعله نعتا، قال الخطابي: كما قيل: ناقة عشراء، وكان أبو مروان


(١) الشطران الأول والثاني في أسد الغابة ٥: ٥٣٧ والإصابة ٨: ١٧٥ وسير الذهبي ١: ٢٨٦، ٢٨٧.

<<  <   >  >>