للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالكسر. وقال ابن قتيبة في «الأدب» (٣٧- ٣٨) : يذهب الناس في الآريّ إلى أنه المعلف، وذلك غلط، وإنما الآري: الآخيّة التي تشدّ بها الدابة، وهو من تأريت بالمكان:

إذا أقمت به. وقال أبو حاتم في «لحن العامة» : الآريّ: حبل يدفن في الأرض ويبرز طرفه تشدّ به الدابة، وكذلك الآخيّة ممدودة مشددة.

وقال أبو جعفر ابن النحاس: الأواريّ والأواخيّ: واحد، وهي التي تحبس بها الخيل من وتد أو حبل، والواحد: آريّ وآخيّة، وهي من قولهم: أرت القدر تأري إذا لصق في أسفلها شيء قد احترق ولا يكاد يفارقها. وقال النابغة الذبياني «١» : [من البسيط]

يا دار ميّة بالعلياء فالسّند ... أقوت وطال عليها سالف الأمد

وقفت فيها أصيلانا أسائلها ... عيّت جوابا وما بالربع من أحد

إلا الأواريّ لأيا ما أبيّنها ... والنّؤي كالحوض بالمظلومة الجلد

[الفصل الخامس في ذكر أنسابهم وأخبارهم]

رضي الله تعالى عنهم

١- سلمان بن ربيعة الباهلي

رضي الله تعالى عنه: في «الاستيعاب» (٦٣٢) سلمان بن ربيعة الباهلي أحد بني قتيبة بن معن بن مالك، يعد في الكوفيين. ذكره العقيلي في الصحابة، وقال أبو حاتم الرازي: له صحبة. قال أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى: وهو عندي كما قالا، وكان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قد بعثه قاضيا بالكوفة قبل شريح، فلما ولى سعدا الولاية الثانية بالكوفة استقضاه أيضا، وكان يلي الخيل لعمر، فكان يقال له: سلمان الخيل، وروي عنه أنه قال:

قتلت بسيفي هذا مائة مستلئم كلهم يعبد غير الله، ما قتلت منهم رجلا صبرا.

وقتل سلمان بن ربيعة رضي الله تعالى عنه ببلنجر من بلاد أرمينية سنة ثمان وعشرين، وكان عمر رضي الله تعالى عنه بعثه إليها، ولم يقتل إلا في زمن عثمان


(١) ديوان النابغة: ١٤- ١٥.

<<  <   >  >>