للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما الثانية فإن الله فتح عليّ بها الشام والمغرب، وأما الثالثة فإن الله فتح عليّ بها المشرق. انتهى.

وروى النسائي «١» رحمه الله تعالى عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه قال: أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن نحفر الخندق، عرض لنا فيه حجر لا يأخذ فيه المعول فاشتكينا ذلك إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فألقى ثوبه وأخذ المعول وقال: باسم الله، فضرب ضربة فكسر ثلث الصخرة، قال: الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر الآن مكاني هذا. قال: ثم ضرب أخرى وقال: باسم الله، وكسر ثلثا آخر وقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن. ثم ضرب الثالثة وقال: باسم الله، فقطع الحجر قال: الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر باب صنعاء. انتهى.

قال ابن إسحاق (٢: ٢٢٤) وأقبل فوارس من قريش تعنق بهم خيلهم حتى وقفوا على الخندق فلما رأوه قالوا: والله إن هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها.

قال ابن هشام (٢: ٢٢٤) يقال إن سلمان أشار به على رسول الله صلّى الله عليه وسلم. انتهى.

وفي كتاب «نفحة الحدائق والخمائل في الابتداع والاختراع للأوائل» : أول من ضرب الخندق في الإسلام رسول الله صلّى الله عليه وسلم على المدينة.

انتهى.

فوائد لغوية في خمس مسائل:

الأولى: ضرب الخندق: عمله وأنشأه، وكذلك ضرب الحائط. وفي «المحكم» : الضريبة: الطّبيعة، وهذه ضريبته التي ضرب عليها، وضربها أي طبع.


(١) قارن بما ورد في سنن النسائي ٦: ٤٣ حيث روى عن رجل من المحررين عن رجل من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم.

<<  <   >  >>