للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ضرب الأكاسرة وعليها «بركة» من جانب و «الله» من جانب. ثم غيرها الحجاج بعد سنة وكتب عليها «باسم الله» . «الحجاج» .

والقول الثالث: أن أول من ضرب الدراهم المنقوشة عبد الملك بن مروان، وأن الدراهم كانت سكتين إحداهما عليها نقش فارس وهي البغلية وهي السود، والدرهم منها من ثمانية دوانق، الثانية عليها نقش الروم، وهي العتق وهي أيضا الطبرية، والدرهم منها أربعة دوانق. فاجتمع علماء ذلك العصر على أن جمعوا بين درهم بغلي من ثمانية دوانق ودرهم طبريّ من أربعة دوانق فكانا اثني عشر دانقا.

فقسموها بنصفين وضربوا الدرهم من ستة دوانق.

قال أبو الزناد «١» : أمر عبد الملك الحجاج أن يضرب الدراهم بالعراق فضربها سنة أربع وسبعين؛ وقال المدائني: ضربها الحجاج في آخر سنة خمس وسبعين، ثم أمر بضربها في النواحي سنة ست وسبعين؛ وقيل إن الحجاج كتب عليها: «الله أحد» «الله الصمد» .

فائدتان لغويتان:

الأولى: في «الغريبين» : في الحديث نهى عن كسر سكة المسلمين إلا من بأس. أراد بالسكة الدينار والدرهم المضروبين، سمّى كلّ واحد منهما سكّة لأنه طبع بالحديدة المعلّمة، ويقال لها السّكّ، وكل مسمار عند العرب سكّ. وفي «الديوان» (٣: ٩، ٣٨) في باب فعل بفتح الفاء وسكون العين: السّكّ: المسمار وقال: السّكة بكسر السين سكة الدراهم.

والثانية: يقال: هذا درهم ضرب الأمير أي مضروب الأمير، قال الجوهري (١: ١٦٨) : وصف بالمصدر كقولهم: ماء غور وسكب.


(١) عن الأحكام السلطانية: ١٥٤.

<<  <   >  >>