للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأيامه إلى غير ذلك مما يتصل به، لم أر إلا مطيلا مملا أو مقتصرا بأكثر المقاصد مخلا، والمطيل اما معتن بالأسماء والأنساب والأشعار والاداب أو آخر يأخذ كل مأخذ في جمع الطرق والروايات ويصرف إلى ذلك ما تصل إليه القدرة من العنايات، والمقصر لا يعدو المنهج الواحد ومع ذلك فلابد أن يترك كثيرا ما فيه من الفوائد ... " «٣» ، وهذا ما لا حظناه عند ما أشار ابن هشام إلى قيامه بكتابة مختصر للسيرة التي صنفها محمد بن إسحاق «٤» ، وهذا ما عدّ أول مختصر كتب للسيرة النبوية، ولكننا وضعناه ضمن كتب السيرة المسهبة وذلك لإدخاله وإضافته روايات لم يوردها ابن إسحاق في كتابه «٥» ، إذ خرج بذلك هذا الكتاب من كونه مختصرا لما كتبه ابن إسحاق من روايات وأسماء لا دخل لها في سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، إلى كونه مصنفا مستقلا بذاته ومن ثم فاننا لا نستطيع إطلاق لفظ مختصر عليه لذلك مع كون حجم الكتاب يخالف معنى هذه اللفظة، حتى أطلقت عليه بعض المصنفات التي أشارت إليه بعبارة السيرة النبوية لابن إسحاق بتهذيب ابن هشام «٦» .

قبل الدخول في دراسة المصنفات المختصرة التي كتبت في سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم يجب علينا تأكيد أن كتابة المختصرات في سيرة الرسول هي التطور ذاته في كتابة السيرة فضلا عن أن هذا المنحى التطوري في كتابة السيرة


(٣) عيون الأثر، ١/ ٥.
(٤) ينظر، السيرة، ١/ ٤.
(٥) ينظر، المصدر نفسه، ١/ ٦، ٨، ٤٢، ٦٢- ٦٣، ٧٧، ٧٩، ٨١، ١١٥، ١١٦، ١٩٣، ١٩٥- ١٩٩، ٢/ ٤٦٨، ٥٠٣، ٥١٤.
(٦) ينظر، ابن خير الأشبيلي، فهرست ما رواه عن شيوخه، ص ٢٣٣، الكلاعي، الإكتفا بمغازي الرسول، ١/ ٢، ابن خلكان، وفيات الأعيان، ٣/ ١١٧، الكتاني، محمد جعفر، الرسالة المستطرفة لبيان مشهور السنة المشرفة، ط ٣، دار الفكر، دمشق، ١٩٦٤، ص ١٠٧.

<<  <   >  >>