للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التي تعرض حياة الأشخاص كالرواة والمحدثين وغيرهم على وفق تسلسل أبجدي «٦» .

ونلمس عند أحد الباحثين إيضاحا لما يتداخل بين هذين المصطلحين من معنى مع إعطائه مقياسا للتفرقة بين كتب الطبقات والتراجم، إذ يقول: " وليس هناك فروق بين كتب الطبقات عموما سوى الترتيب، فبينما الأولى رتبت ترتيبا زمنيا طبقة فطبقة، نجد أن كتب التراجم رتبت حسب الألفباء في الأغلب الأعم" «٧» .

كان وراء هذا الاتجاه في الكتابة عند المسلمين [كتابة الطبقات والتراجم] عاملان أساسيان هما:

١. كتابة السيرة والمغازي النبوية، إذ أدى الاهتمام بهما إلى ظهور الحاجة الى جمع المعلومات لمن يرد ذكره من صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم أثناء عرض سيرته الشريفة، ومتابعة حياة هؤلاء الصحابة (رض) ودورهم في أحداث عصرهم وإسهاماتهم المعرفية والفكرية في نقل السنة ومبادئ الإسلام وتعاليمه للجيل الذي تلاهم، ومن ثم تصنيفهم على وفق أسبقيات معينة كالسبق إلى الإسلام، أو درجة القرابة من الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، أو بحسب دخولهم البلدان واستيطانهم فيها وغير ذلك مما يجمع الأشخاص في صفة معينة مشتركة تصلح أداة في التقسيم «٨»


(٦) ينظر، حاطوم، مدخل إلى لتأريخ، ص ٢٧٦.
(٧) معروف، بشار عواد، مظاهر تأثير علم الحديث في علم التأريخ عند المسلمين، مجلة الأقلام، السنة الأولى، العدد ٥، ١٩٦٥، ص ٥.
(٨) ينظر، هوروفتس، المغازي الأولى، ص ١٣١- ١٣٢.

<<  <   >  >>