للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أ. المصنفات التي كتبت في أمهات النبي:

لم يرد في فهارس الكتب أي ذكر لأسم مصنف تحدث باستقلالية عن أمهات الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في المدة قيد الدراسة باستثناء كتاب علي بن محمد المدائني (ت ٢٢٥ هـ) ، وكتاب محمد بن إسحاق المسيبي (ت ٢٣٦ هـ) «٣» . لم تصل إلينا هذه المصنفات، وما وصلنا منها كتاب محمد بن حبيب (ت ٢٤٥ هـ) * الذي أسماه [أمهات النبي] ، إذ صنفه على وفق مسمياتهن، وقبائلهن، بدء من آمنة بن وهب وانتهاء بزوجة معد بن عدنان جد الرسول الأعظم «٤» .

أمتاز هذا المصنف بالاختصار فلم يتعد في حديثه عن أمهات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إلا ذكر أسمائهن ومن تزوج بهن من أجداد الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم من دون البحث في جوانب شخصياتهن وأحوالهن، ويرجع ذلك إلى قلة المعلومات التي يذكرها عنهن، إذ إنه عندما يرتفع إلى ما بعد الجد الثامن للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم تقل السلسلة التي يذكرها بأسماء جداته «٥» .

كان هذا الموضوع الذي كتب فيه ابن حبيب مصنفه هذا فريدا في بابه، فلم يصنف بعده أي واحد من المتأخرين كتابا مستقلا في هذا الجانب.


(٣) ينظر، ابن النديم، الفهرست، ص ١١٣.
(*) هو أبو جعفر محمد بن حبيب بن أمية بن عمر كان من العلماء الفضلاء الذين كان لهم الباع الطويل باللغة والشعر والأنساب والتأريخ، توفي في سامراء سنة (٢٤٥ هـ) ، ينظر، الخطيب البغدادي، تأريخ بغداد، ٢/ ٢٧٨، ياقوت الحموي، معجم الأدباء، ١٨/ ١١٢.
(٤) ينظر، أمهات النبي، تحقيق حسين علي محفوظ، مكتبة المعارف، بغداد، ١٣٧٢ هـ، ص ١٠- ١٦.
(٥) ينظر، أمهات النبي، ص ١٣- ١٤.

<<  <   >  >>