للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بينت هذه الرواية أن الناس قد لزموا ابن عباس وأخذوا يسألونه ويستفسرون عن الحوادث التي جرت في عصر الرسالة على الرغم من وجود صحابة عدة للرسول أكبر سنا بكثير منه حتى قال واحد من الذين لازموا عبد الله بن عباس وسمعوا منه: " إني رأيت سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إذا تداروا في شيء صاروا إلى قول ابن عباس" «٣٩» .

لم يقتصر ابن عباس على السؤال وحده في حفظ أخبار السيرة بل كان يكتب ما يسمعه من أجوبة عن الأسئلة والاستفسارات التي كان يطرحها على الصحابة، حتى رآه بعض الناس وقد حمل ألواحا يكتب عليها عن أبي رافعة شيئا من فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم «٤٠» ، حتى كانت حصيلة هذا المجهود المضني أن ترك مجموعة كبيرة من المدونات أو الصحائف في مختلف صنوف العلم وصفها ممن شاهدها بأنها تقدر بحمل بعير «٤١» .

ومن اطلاعنا على الروايات التي تحدثت عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في مختلف المصادر وجدنا قسما كبيرا منها ينتهي بطرق إسنادها إلى ابن عباس «٤٢» ، وهذا راجع إلى أن ابن عباس كان ممن يحدث الناس بمغازي الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في مجلس


(٣٩) المصدر نفسه، ٢/ ٢/ ١٢٢.
(٤٠) ابن سعد، الطبقات الكبرى، ٢/ ٢/ ١٢٧.
(٤١) ينظر، المصدر نفسه، ٥/ ٢١٦، الخطيب البغدادي، تقييد العلم، ص ١٣٦.
(٤٢) ينظر على سبيل المثال لا الحصر ابن هشام عبد الملك، السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى السقا وآخرين، مكتبة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، ط ٢، ١٩٥٥. مج ١/ ٢٠٧، ٢١٤، ٢١٩، ٢٣٥، ٢٩٥، ٣٠٨، ٣١٤، ٣١٧، ٤١٧، ٤٨٠، ٥٢١، مج ٢/ ٤٧، ٥٥، ٩٦، ٩٧، ١١٣، ١١٩، ٣٣٢، الواقدي، المغازي، ١٨، ٥٤، ٧٠، ٧٩، ١٠٣، ١٤٦، ١٤٧، ١٥٣، ٢٠٩، ٣١٠، ٣٢٥.

<<  <   >  >>