للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتجاوز الحقيقة ولن يصل إلى القيامة الحقيقية والأخلاقية للقران الكريم، ثم ينتقل إلى أنه لا يمكن لإنسان أن يحارب القران ولو حاول أحد مناقشة القران لا نكسر وانهزم أمام بلاغة ليست من صنع البشر، ثم ينتقل إلى معاني القران ويتصورها عالية كأمواج البحر وهي لا تخبو معانيها، وكلما تقدم الزمن وزاد القدم زادت قيمتها كالجواهر كلما مكتث زادت قيمتها ثم يصف من يتمسك بالقران الكريم، فهو يعتصم بحبل الله ولا يستطيع انسان أو مخلوق أن يصل إليه أو يمسه شيء طالما هو مستمسك ومستعصم بهذا القران الكريم وهو كلام الله عز وجل، كما أن أحكامه هي العدل بين الناس ولا ينكرها غير الحاسد ولا يجحدها إلا الجاهل، وهنا يؤكد الإمام البوصيري أن هذا الجاهل وهذا الجاحد ليس الا صاحب مرض وصاحب غرض، ويفهم من وراء معاني هذه الأبيات أن ما ينكره الجاحد من شريعة سمحاء وحدود عادلة هو أمر ثابت ومؤكد إذن وهو هنا كمن ينكر نور الشمس على الرغم من وضوحه.

ويستخدم الإمام البوصيري مفردات عربية رقيقة ودقيقة وصحيحة. تناسب الغرض الذي يبغى أن يصل إليه، فعندما يمجد الإمام البوصيري القران الكريم مبينا فضله عند المسلمين فلابد أن تكون العبارة جزلة ضخمة واضحة لها جرس موسيقى عذب فاستخدم كلمات القران الكريم ذاته وصوره البلاغية ويبين لنا الإمام البوصيري من خلال هذه التراكيب الشعرية أثر القران النفسي على نفسية المسلم المستمسك بأحكامه والملتزم بحدوده ونجد الإمام البوصيري في هذا الجزء قد نجح نجاحا باهرا لما له من رغبة طبيعية في التوسل والزهد وحث الناس على الاستمساك بدين الله والتشبث بشريعته فهو البلسم الشافي والنور الهادي لكل ضال عن الشريعة السمحاء.

أما أحمد شوقي فيحدثنا في ثلاثة عشر بيتا حول الشريعة الاسلامية فهو يفرق بين الشريعة والقران، فالشريعة عند شوقي ليست القران فقط، وانما هي القران وكل فعل أو قول قام به الرسول صلّى الله عليه وسلّم (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) صدق الله العظيم.

<<  <   >  >>