للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأحلّت لي الغنائم ولم تحلّ لأحد قبلي، وأعطيت الشّفاعة، وبعثت إلى النّاس عامّة، وكان النّبيّ يبعث إلى قومه خاصّة» «١» .

وقال بعض العارفين/ بالله: لمّا أخرج الله: مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى [سورة الأعراف ٧/ ١٧٢] تفاوتوا في الإجابة، فأوّلهم الرّسل، وأوّل الرّسل محمّد صلّى الله عليه وسلّم وعليهم أجمعين.

هذا مع أنّه لا تفاضل بين جميع الأنبياء في درجة النّبوّة، وإنّما يكون التّفاضل بينهم بأمور أخر زائدة على ذلك؛ كأن تكون معجزات أحدهم أشهر وأظهر، أو تكون أمّته أكثر وأظهر، أو غير ذلك ممّا يخصّهم الله به من الكرامة.

فمنهم: أولوا العزم «٢» ، ومنهم: أولوا الأيدي والأبصار «٣» ، ومنهم: المصطفون الأخيار «٤» ، ومنهم: من رفعه الله مكانا عليّا «٥» ، ومنهم: من آتاه الله الحكم صبيا «٦» .


(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٢٨) . ومسلم برقم (٥٢١/ ٣) . عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(٢) أولوا العزم: ذوو الحزم والصّبر. وفيهم عشرة أقوال؛ أحدها: أنّهم (نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى ومحمّد صلى الله عليه وسلم) . [زاد المسير، ج ٧/ ٣٩٢ (أنصاريّ) ] وهذا القول هو المعتمد المشهور عند المحققين.
(٣) أولو الأيدي: القوّة في الطّاعة. والأبصار: البصائر في الدين والعلم. قال ابن جرير: وذكر الأيدي مثل، وذلك لأنّ باليد البطش، وبالبطش تعرف قوّة القويّ، فلذلك قيل للقويّ: ذو يد. وعنى بالبصر: بصر القلب، وبه تنال معرفة الأشياء. [زاد المسير، ج ٧/ ١٤٦ (أنصاريّ) ] .
(٤) وهم: إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب عليهم الصّلاة والسّلام. (أنصاريّ) .
(٥) وهو: إدريس عليه الصّلاة والسّلام.
(٦) وهو: يحيى عليه الصّلاة والسّلام.

<<  <   >  >>