للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسلمين-: «اشهدوا» «١» . وفي رواية-: «حتّى رأيت الجبل بين فرقتي القمر» «٢» .

فقال كفّار قريش: سحركم محمّد؟ فقال رجل منهم: إنّ محمّدا إن كان سحركم، فإنّه لا يبلغ من سحره أن يسحر أهل الأرض كلّها، فاسألوا من يأتيكم من بلد آخر، هل رأوا مثل هذا؟

فأتوا فسألوهم، فأخبروهم أنّهم رأوا مثل ذلك، فقال أبو جهل:

هذا سحر مستمرّ.

[ردّ الشمس وحبسها له صلى الله عليه وسلم]

وخرّج الطّحاويّ في «مشكل الحديث» بإسنادين صحيحين، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يوحى إليه ورأسه في حجر عليّ رضي الله عنه، فلم يصلّ عليّ العصر حتّى غربت الشّمس، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أصليت العصر يا عليّ؟» قال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهمّ إنّه كان في طاعتك، وطاعة رسولك، فاردد عليه الشّمس» «٣» فطلعت بعدما غربت، وأشرقت على الجبال، وكان ذلك ب (الصّهباء) في غزوة (خيبر) .

وروى الحافظ يونس بن بكير، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم لمّا أسري به ليلة الاثنين، وأخبر قومه بالرّفقة الّتي وجدهم في طريق (الشّام) ، في العير الآتية إليهم، فقالوا له: متى تجيء العير؟ فقال: / «يوم الأربعاء» فلمّا كان ذلك الوقت احتبست العير، وأشرفت قريش ينتظرون، ودنت الشّمس للغروب، فحبس الله الشّمس ساعة،


(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٤٥٨٣) .
(٢) أخرجه أحمد، برقم (٤٣٤٧) . عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(٣) أخرجه الطّحاويّ في «مشكل الآثار» ، ج ٢/ ٩.

<<  <   >  >>