للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي «الصّحيحين» أيضا، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: عطش النّاس يوم (الحديبية) ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة، فتوضّأ منها، وأقبل النّاس نحوه، فقالوا: ليس لنا ماء إلّا ما في ركوتك هذه، فوضع يده في الرّكوة، فجعل الماء يفور من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم، كأمثال العيون «١» .

وفي «الصّحيحين» عن البراء بن عازب، وسلمة بن الأكوع رضي الله عنهما، أنّهم نزحوا بئر (الحديبية) فلم يتركوا فيها قطرة، وكانت قليلة الماء، لا تروي خمسين شاة، فنزح صلى الله عليه وسلم منها دلوا وبصق فيه، وأعاده إليها/، فجاشت بالماء الغزير، حتّى أروى الجيش أنفسهم وركابهم «٢» .

وفي «الصّحيحين» عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: أصاب النّاس عطش شديد، وهم مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فوجّه رجلين من أصحابه، وهما: عمران بن حصين، وعليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما، وأعلمهما أنّهما يجدان امرأة بمكان كذا، معها بعير عليه مزادتان، فوجداها، فأتيا بها إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، [فجعل في إناء من مزادتيها، وقال فيه ما شاء الله أن يقول، ثمّ أعاد الماء في المزادتين، ثمّ فتحت عزاليهما] «٣» فأمر النّاس أن يستقوا من مزادتيها، فملؤوا أسقيتهم حتّى لم يدعوا سقاء إلّا ملؤوه، قال عمران بن حصين: ثمّ أوكيتهما] ، وتخيّل لي أنّهما لم يزدادا إلّا امتلاء، ثمّ أمر فجمع لها من الأزواد حتّى ملأ ثوبها،


(١) أخرجه البخاريّ برقم (٣٩٢١) . ومسلم برقم (١٨٥٦) . الرّكوة: إناء من جلد.
(٢) أخرجه البخاريّ برقم (٣٩٢٠) .
(٣) العزالى- مفردها عزلاء- وهي: مصب الماء من القربة ونحوها. [الأنصاري] .

<<  <   >  >>