للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سأل أعرابيّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم آية- أي: علامة على نبوّته- فقال له: «قل لتلك الشّجرة؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك» ففعل، فمالت الشّجرة يمينا وشمالا، فتقطّعت عروقها، ثمّ جاءت تجرّ عروقها، حتّى وقفت بين يديه صلى الله عليه وسلم، فقالت: السّلام عليك يا رسول الله، فقال له الأعرابيّ: ائذن لي أسجد لك، قال: «لا ينبغي السّجود إلّا لله» قال: ائذن لي أقبّل يديك ورجليك، فأذن له «١» .

وعن يعلى بن مرّة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا/، فأتت شجرة عظيمة، فأطافت به، ثمّ رجعت إلى منبتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّها استأذنت ربّها أن تسلّم عليّ» «٢» .

وذكر الإمام أبو بكر بن فورك- رحمه الله تعالى-: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يسير ليلا في غزوة (الطّائف) وهو وسن- أي: به سنة نوم- فاعترضته شجرة سدر، فانفرجت له نصفين حتّى مرّ بينهما، قال:

وبقيت على ساقين إلى وقتنا هذا، قال: وهي هناك معروفة معظّمة «٣» .

ومن ذلك: حديث الجذع المشهور في «الصّحيحين» ، عن جماعة من الصّحابة رضي الله عنهم، قالوا: كان المسجد مسقوفا بجذوع النّخل، وكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلمّا صنع له المنبر سمعنا له صوتا كصوت العشار من الإبل «٤» - وفي


(١) أخرجه البزار، انظر «كشف الأستار» ، رقم (٢٤٠٩) .
(٢) أخرجه البغويّ في «شرح السّنّة» ، برقم (٣٧١٨) . وأبو نعيم في «الدّلائل» ، (١٣٦- ١٣٩) .
(٣) الشّفا، ج ١/ ٥٧٨.
(٤) أخرجه البخاريّ، برقم (٨٧٦) . عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. العشار: النّاقة الّتي أتى عليها الفحل عشرة أشهر وزال عنها اسم

<<  <   >  >>