للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك]

وروى البخاريّ في «صحيحه» ، عن أنس رضي الله عنه، قال: قالت أمّي: يا رسول الله، خادمك أنس ادع الله له، فقال:

«اللهمّ أكثر ما له وولده، وبارك له فيما أعطيته» «١» .

قال أنس: (فو الله إنّ مالي لكثير، وما أعلم أنّ أحدا أصاب من رخاء العيش ما أصبت، وإنّ ولدي وولد ولدي ليتعادّون اليوم على نحو المئة، ولقد دفنت إلى اليوم مئة من ولدي، لا أقول سقطا، ولا ولد ولد) «٢» .

[البركة في مال عبد الرّحمن بن عوف]

ودعا صلى الله عليه وسلم لعبد الرّحمن بن عوف [رضي الله عنه] بالبركة، فقال عبد الرّحمن: فلو رفعت حجرا لرجوت أن أصيب تحته ذهبا.

ولا يخفى كثرة أمواله وصدقاته الجزيلة، حتّى إنّه أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدا، وتصدّق مرّة بعير «٣» قدمت من (الشّام) تحمل كلّ شيء، وكان النّاس في مجاعة، فارتجّت (المدينة) لقدومها، فتصدّق بها وبما عليها، حتّى بأقتابها «٤» وأحلاسها «٥» ، وكانت سبع مئة جمل، عليها سبع مئة حمل، ولمّا مات أخذت كلّ زوجة ثمانين ألفا، وكنّ أربعا، بعد أن أوصى بخمسين ألفا «٦» .


(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٥٩٨٤) .
(٢) ذكره مسلم، برقم (٢٤٨١/ ١٤٣) . وما بين قوسين ليس من رواية مسلم. وهي رواية غير معروفة، ذكرها القاضي عياض في «الشّفا» ، ج ١/ ٦٢٥- ٦٢٦.
(٣) العير: القافلة.
(٤) القتب: رحل صغير على قدر سنام البعير.
(٥) الحلس: كساء يلي ظهر البعير تحت القتب.
(٦) الشّفا، ج ١/ ٦٢٦.

<<  <   >  >>