للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمطّلب إخوة لأب وأمّ، وأمّهم: عاتكة بنت مرّة، وكان نوفل أخاهم لأبيهم. انتهى «١» .

[دعوة النّبيّ صلى الله عليه وسلم النّاس بالحكمة والموعظة الحسنة]

قال العلماء: وجعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم يدعو إلى سبيل ربّه مرّة بالتّرغيب، ومرّة بالتّرهيب، ومرّة بالقول اللّيّن، ومرّة بالخشن، كما أمره ربّه بقوله تعالى: ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [سورة النّحل ١٦/ ١٢٥] .

[تعذيب المسلمين]

وامتنع جماعة ممّن أسلم بعشائرهم من أذى المشركين، وبقي قوم مستضعفون في أيدي المشركين، يعذّبونهم بأنواع العذاب؛ كعمّار بن ياسر، وأبيه، وأمّه، وأخته، وبلال بن حمامة، وخبّاب بن الأرتّ، وغيرهم رضي الله عنهم.

[تعذيب آل ياسر رضي الله عنهم]

فكانوا يأخذون عمّارا وأباه وأمّه وأخته فيقلّبونهم ظهرا لبطن، فيمرّبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: «صبرا آل ياسر، فإنّ موعدكم الجنّة» «٢» .

[أوّل شهيد في الإسلام]

وماتت سميّة أمّ عمّار بذلك. فكانت أوّل قتيل في الإسلام في ذات الله «٣» . ثمّ مات ياسر وابنته بعدها أيضا.

[تعذيب بلال رضي الله عنه]

وأمّا بلال فكان أميّة بن خلف يخرج به فيضع الصّخور على صدره، ويتركها كذلك حتّى يكاد يموت، فيرفعها، وبلال يقول:

أحد، أحد. فمّر به أبو بكر رضي الله عنه، فقال لأميّة: ألا تتّقي الله في هذا العبد؟ فقال: أنت الّذي أفسدته عليّ، فقال: بعنيه، فباعه منه، فأعتقه» .


(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٢٩٧١) . لأب وأمّ: أي أشقاء، وأبوهم عبد مناف، ونوفل أخوهم لأب؛ وأمّه: واقدة بنت عمرو المازنيّة.
(٢) أخرجه الحاكم في «المستدرك» ، ج ٣/ ٣٨٣.
(٣) وذلك أنّ أبا جهل طعنها بحربة في قبلها.
(٤) ابن هشام، ج ١/ ٣١٧- ٣١٨.

<<  <   >  >>