للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جليسه من هو؟ قال: فبدأت بجليسي، وقلت: من أنت؟

ومكثت إلى أن ارتحلوا.

ثمّ أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم بخبرهم. فحمد الله وأثنى عليه.

فأنزل الله عزّ وجلّ مذكّرا لعباده ما منّ به عليهم قوله تعالى:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها- أي: الملائكة- إلى قوله: وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً [سورة الأحزاب ٣٣/ ٩- ٢٥] .

[ما ظهر للنّبيّ صلى الله عليه وسلم من الآيات في حفر الخندق]

ووقع في أيّام حفر (الخندق) معجزات باهرة من علامات نبوّته صلى الله عليه وسلم.

[أمر الكدية]

كحديث الكدية: وهي قطعة من الجبل الّتي اعترضت لهم في حفر (الخندق) ، فلم يعمل فيها المعول، وأعيت فيها الحيل، فأخذ صلى الله عليه وسلم المعول وسمّى الله فضربها، فانهالت كالكثيب «١» .

[تكثير طعام أنس رضي الله عنه]

وكحديث أبي طلحة: حيث بعث/ أنسا بأقراص من شعير تحت إبطه، ففتّها صلى الله عليه وسلم وأطعم منها ثمانين «٢» .

[تكثير طعام جابر بن عبد الله رضي الله عنهما]

وكحديث جابر: حيث دعا النّبيّ صلى الله عليه وسلم خامس خمسة، على صاع من شعير وعناق ذبحها لهم، لمّا رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد ربط حجرا على بطنه من شدّة الجوع، فبصق صلى الله عليه وسلم في البرمة وفي العجين، ونادى في أهل (الخندق) وكانوا ألفا على ما بهم من الجوع، فأشبعهم جميعا خبزا وثريدا ولحما.


(١) الكثيب: الرّمل المستطيل المحدودب. وأخرج الخبر البخاريّ، برقم (٣٨٧٥) .
(٢) ذكر القصّة مسلم، برقم (٢٠٤٠/ ١٤٢) .

<<  <   >  >>