للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسّنّة، كما يخطىء أهل الاجتهاد ويصيبون، وهذا سيّدنا أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أخطأ في أماكن كهذا الموطن.

وفي وفاة النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو المشهود له بقوله صلى الله عليه وسلم له في «الصّحيحين» : «إيها يا ابن الخطّاب، فو الله ما لقيك الشّيطان سالكا فجّا إلّا سلك فجّا غير فجّك» «١» .

وبقوله صلى الله عليه وسلم فيهما-[أي: الصّحيحين]- أيضا: «لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدّثون- أي: ملهمون- فإن يك في أمّتي أحد فإنّه عمر» «٢» .

وفي رواية: «لقد كان فيمن كان/ قبلكم رجال يكلّمون من غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكن في أمّتي أحد منهم فعمر» «٣» . ولهذا كثيرا ما يوافق الوحي.

وفي رواية: أنّ عمر قال: فعجبت من مطابقة كلام أبي بكر لكلام النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأشار إلى أنّ مقام الصّدّيقيّة فوق مقام أهل الإلهام يردّونهم عند خطئهم إلى الحقّ.

قال العلماء: ولا يخفى ما في هذه القصّة من وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم، والانقياد لأمره، وإن خالف ظاهر ذلك مقتضى القياس، أو كرهته النّفوس، فيجب على كلّ مكلّف أن يعتقد أنّ الخير فيما أمر به، وأنّه عين الصّلاح، المتضمّن لسعادة الدّنيا والآخرة، وأنّه جار على


(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٤٨٠) . ومسلم برقم (٢٣٩٦/ ٢٢) . عن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه.
(٢) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٤٨٦) . عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٤٨٦) . عن أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <   >  >>