للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبذلك سمّي رضي الله عنه مجهّز جيش العسرة، حتّى قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «اللهمّ ارض عن عثمان، فإنّي عنه راض» «١» .

وقال: «ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم» «٢» .

وفي «صحيحي البخاريّ ومسلم» ، أنّ عثمان رضي الله عنه حين حوصر أشرف عليهم، وقال: أنشدكم بالله ولا أنشد إلّا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألستم تعلمون أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من جهّز جيش العسرة فله الجنّة» ، فجهّزتهم؟ ألستم تعلمون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حفر بئر رومة فله الجنّة» ، فحفرتها؟ فصدّقوه فيما قال «٣» .

وأوعب المسلمون «٤» مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى بلغوا سبعين ألفا، ولم يتخلّف عنها إلّا منافق أو معذور، سوى الثّلاثة الّذين خلّفوا، الآتي ذكرهم، وسوى عليّ رضي الله عنه.

ففي «الصّحيحين» ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى (تبوك) واستخلف عليّا رضي الله عنه على (المدينة) ، فقال: أتخلّفني في الصّبيان والنّساء؟، فقال: «ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي؟» «٥» .

وفيهما-[أي: الصّحيحين]- أنّه صلى الله عليه وسلم قال ب (تبوك) : «إن


(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٤٩٧) . عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، بنحوه.
(٢) أخرجه التّرمذيّ، برقم (٣٧٠١) . عن عبد الرّحمن بن سمرة رضي الله عنه.
(٣) أخرجه البخاريّ، كتاب الوصايا.
(٤) أوعب المسلمون: خرجوا كلّهم إلى الغزو.
(٥) أخرجه البخاريّ، برقم (٤١٥٤) . ومسلم برقم (٢٤٠٤/ ٣١) . عن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنهما.

<<  <   >  >>