للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تخيير النّبيّ صلى الله عليه وسلم عند قبضه]

وفي «الصّحيحين» ، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صحيح يقول: «إنّه لن يقبض نبيّ قطّ حتّى يرى مقعده في الجنّة، ويخيّر بين الدّنيا والآخرة» ، فسمعته في مرضه الّذي مات فيه يقول، وقد أخذته بحّة: مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً [سورة النّساء ٤/ ٦٩] «١» .

وفي رواية: ثمّ شخص بصره/ إلى السّماء، ثمّ قال: «اللهمّ الرّفيق الأعلى» .

فقلت: إذا لا يختارنا، وعرفت أنّه حديثه الّذي كان يحدّثنا وهو صحيح «٢» .

وفي رواية أنّه قال: «اللهمّ اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرّفيق الأعلى» «٣» .

[خروج النّبيّ صلى الله عليه وسلم صبيحة يوم وفاته]

وفي «الصّحيحين» ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ المسلمين بينما هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين، وأبو بكر يصلّي لهم، لم يفجأهم إلّا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كشف ستر حجرة عائشة، فنظر إليهم وهم صفوف في الصّلاة، فتبسّم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصّفّ، وظنّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصّلاة، فقال أنس: وهمّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليهم بيده: «أن أتمّوا صلاتكم» ، ودخل الحجرة، وأرخى السّتر، ومات من يومه «٤» .


(١) أخرجه البخاريّ، برقم (٤١٧٣) . ومسلم برقم (٢٤٤٤/ ٨٧) .
(٢) أخرجه البخاريّ، برقم (٤١٩٤) . عن عائشة رضي الله عنها.
(٣) أخرجه البخاريّ، برقم (٤١٧٦) . عن عائشة رضي الله عنها.
(٤) أخرجه البخاريّ، برقم (٤١٨٣) . ومسلم برقم (٤١٩/ ٩٨) .

<<  <   >  >>