للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يموت، ثمّ تلا قوله تعالى: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ [سورة الزّمر ٣٩/ ٣٠] وقوله تعالى: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ/ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ [سورة آل عمران ٣/ ١٤٤] .

قال: فنشج «١» النّاس بالبكاء حينئذ، وكأنّ النّاس لم يعلموا أنّ الله أنزل هذه الآية حتّى تلاها أبو بكر، فتلقّاها منه النّاس كلّهم يتلوها، قال عمر رضي الله عنه: والله ما هو إلّا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت «٢» ، وعلمت أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد مات «٣» .

[زمن وفاة النّبيّ صلى الله عليه وسلم]

وكانت وفاته صلى الله عليه وسلم ضحى يوم الاثنين، ثاني عشر ربيع الأوّل،

[دفن النّبيّ صلى الله عليه وسلم]

ودفن يوم الثّلاثاء «٤» .

وإنّما تأخّر دفنه لاختلافهم في موته، حتّى أزال الشّكّ عنهم أبو بكر.


(١) النّشيج: صوت معه توجّع وبكاء، كما يردّد الصّبيّ بكاءه في صدره.
(٢) عقرت (بضمّ العين) : انهارت قواي وسقطت. وعقرت (بفتح العين) : دهشت وتحيّرت.
(٣) أخرجه البخاريّ، برقم (٣٤٦٧- ٤١٨٧) .
(٤) قلت: اختلف أهل العلم في اليوم الّذي توفّي فيه، بعد اتّفاقهم على أنّه يوم الاثنين في شهر ربيع الأوّل، فذكر الواقديّ وجمهور النّاس: أنّه الثّاني عشر. وهذا لا يصحّ، وقد جرى فيه على العلماء من الغلط ما علينا بيانه، لأنّ حجّة الوداع كانت وقفتها يوم الجمعة، فلا يستقيم أن يكون يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأوّل، سواء أتمّت الأشهر كلّها أم نقصت، أو تمّ بعضها ونقص بعضها. قال الطّبرانيّ: يوم الاثنين لليلتين مضتا من شهر ربيع الأوّل. قال أبو بكر الخوارزميّ: أوّل ليلة منه. وكلاهما ممكن. أمّا ما اختاره ابن إسحاق والواقديّ وابن سعد هنا فعليه مأخذ. (انظر الجامع في السّيرة النّبويّة، ج ٤/ ٥٨٢. والسّيرة النّبويّة، ج ٢/ ٥٩٤) .

<<  <   >  >>