للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ثانيًا: مصادر نقلت عن هذا التفسير

وقد نقل عنه جمع من كبار العلماء، وفي نقولهم زيادة تأكيد في نسبة الكتاب للمؤلف، فممن نقل عنه العلَّامة الآلوسيُّ في "روح المعاني" في كثير من المواضع، مع التصريح أحيانًا بأن النقل من "تفسير ابن كمال باشا"، كقوله في تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ﴾ [الأحزاب: ٥٠]: وذكر ابن كمال في "تفسيره" لبيان الموصول صفية وجُوَيْريَة (١).

وكذا نقل عنه الشهاب الخفاجي في حاشيته على البيضاوي المسماة: "عناية القاضي وكفاية الراضي"، لكن يلاحظ في نقله عدة أمور:

منها: أنه لم يعين المؤلف بالاسم ولا تفسيره لكن من الواضح أن النقل من التفسير، هذا مع العلم أنه قد نقل عنه من كتب أخرى وسماه.

ومنها: أن الغالب في نقله عنه أنه ينقلُه ليردَّه ويدافعَ عن البيضاوي فيما ذهب إليه، فمن الأمثلة على ما ذكرناه:

ما جاء في تفسير قوله تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾ [البقرة: ٢١٢] قال المؤلف: (وقراءةُ (زيَّن) على البناء للفاعل و (الحياةُ) بالنصب (٢) على الإسناد المجازيِّ، فإنه تعالى أمهَل المزيَّن له فجَعل إمهاله تزييناً، أو زَّينها حتى استحسَنوها وأحبُّوها، ومَن قال: المزيِّن في الحقيقةِ هو الله تعالى إذ ما من شيءٍ إلا وهو فاعلُه، أخطأ في المدَّعى وما أصاب في الدليل … ). ثم بيَّن كلَّ واحد منهما.


(١) انظر: "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني" (٢١/ ٣٨٦).
(٢) وهي قراءة شاذة كما سيأتي في مكانه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>