للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يلتفت الكاتب إلى ما قاله البراهمة المحرفون من أن البيت هو مثل الإنسان وجسمه، وذلك لأنه قول لا اعتبار له، إذ أنه يتنافى مع وصف القدسية المذكورة وصفا للبيت، ولا إلى أنه بيت الملائكة، فلا يوصف الإنسان بأنه بيت الملائكة.

ويسترسل الكاتب فى بيان أن كتب البراهمة قد اشتملت على إشارة إلى ما يلاقيه النبي صلّى الله عليه وسلّم من عداوات، ويشير إلى عدد الذين حاربوا النبي صلّى الله عليه وسلّم فى موقعة بدر وانتصاره عليهم «١» .

وقد تشكك بعض النصوص فى الكاتب الهندي، ولكن الكاتب لم يعتمد على أوهام توهمها، لم يعتمد على وهمه، أو خياله، إنما اعتمد على المنقول، وفسره تفسيرا تحتمله الألفاظ، ولا يجافى العقول، والذين خالفوه فسروها تفسيرات لا تقلبها العبارات. بل تناقضها، وهى مخالفة للمعقول، كتفسيرهم بيت الملائكة والقداسة بأنه جسم الإنسان، وكتفسير الرب بالأب، وغير ذلك.

٥٢- ولقد ذكر الكاتب الأستاذ عبد الحق إشارة تبشر بالنبى محمد صلّى الله عليه وسلّم من كتاب زاندافستا، إنه وصف فى هذا الكتاب ببعض الأوصاف التى جاءت فى القران الكريم، فقد وصف بأنه رحمة للعالمين، والله تعالى يقول فى الكتاب المبين وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ «٢» وذكر أنه يدعو إلى الواحد الأحد الذى ليس له كفء، وليس له أول ولا اخر، ولا ضريع ولا قريع، ولا صاحب ولا أب ولا أم، ولا ولد، ولا مسكن ولا جسد، ولا شكل ولا لون ولا رائحة.

ولا شك أن هذه أوصاف للذات العلية، وهى من الواحدانية فى الذات والصفات وواحده الخلق والتكوين ثابتة واضحة، والنتيجة لهذا واحدة العبارة فلا يعبد إلا الله تعالى.

ويقول الأستاذ العقاد «ويشفع (أى الأستاذ عبد الحق) ذلك بمقتبسات كثيرة من كتب الزرادشتية تنبيء عن دعوة الحق التى يجيء بها النبى الموعود، وفيها إشارات إلى البادية العربية، ويترجم نبذة منها إلى اللغة الإنجليزية معناها بغير تصرف «إن أمة زرادشت حين ينبذون دينهم، يتضعضعون، وينهض رجل فى بلاد العرب يهزم أتباعه فارس ويخضع الفرس المتكبرين، وبعد عبادة النار فى هياكلهم يولون نحو كعبة إبراهيم التى تطهرت من الأصنام، ويومئذ يصبحون وهم أتباع للنبى رحمة العالمين وسادة لفارس ومديان، وطوس وبلخ، وهى الأماكن المقدسة للزرادشتين ومن جاورهم، وإن نبيهم ليكونن فصيحا يتحدث بالمعجزات «٣» .


(١) كتاب مطلع النور للأستاذ المرحوم عباس محمود العقاد ص ١٣ بتصريف قليل.
(٢) سورة الأنبياء: ١٠٧.
(٣) الكتاب المذكور ص ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>