للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوار زينب وأمر برد الناس ما أخذوا من العير، فرد كل واحد ما أخذ من هذه العير، حتى لم يفقد منها شيئا، حمل أبو العاص بن الربيع المال إلى مكة المكرمة، ورده إلى أهله، ورد ما كان لهم من الودائع، فلما تم ذلك أعلن إسلامه، وخرج مهاجرا إلى المدينة المنورة.

وإن هذه الرواية التى رواها ابن إسحاق تدل على أن إسلامه كان سنة ست، وكان قبل نزول آية:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ... الآيات الكريمات (الممتحنة- ١٠) .

وهذه رواية الواقدى أيضا، ولكن الحافظ ابن كثير يقول إن إسلامه كان سنة ثمان، وأن إسلامه تأخر عن تحريم بقاء المسلمات- أى زواج الكفار منهن-، وأنهم لا يحلون لهن، وإنى أميل إلى رواية الواقدي، ورواية ابن إسحاق، وهى أكثر اتساقا مع الآية.

فى شعبان سنة ست أيضا كانت سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل يدعوهم إلى الإسلام، ولم يكن لقتال، وقال له رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: إن هم أطاعوا فتزوج بنت ملكهم، فأسلم القوم، وتزوج عبد الرحمن بن عوف بنت ملكهم تماضر بنت الأصبع الكلبية، وهى أم أبى سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وكانت هذه السرية في شعبان.

وفي هذه السنة سنة ست أيضا أرسل النبى صلى الله تعالى عليه وسلم على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه في مائة رجل إلى حى من بنى أسد بن بكر، وذلك أنه بلغ رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أنه جمع لهم جمع يريدون به أن يمدوا يهود خيبر يعاونونهم على المسلمين، وهذا يدل على أنهم كانوا يستعدون لحرب النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، فبعث عليا إليهم، فسار إليهم ليلا ونهارا، حتى أصاب منهم عينا لهم، فأقر أنهم بعثوا إلى خيبر، وأنه هو الذى يعرض عليهم أن تعطى خيبر لهم تمر خيبر.

وبذلك علم النبى صلى الله تعالى عليه وسلم أنهم يجمعون الجموع له، ولذلك لم يكن غريبا أن يتجه إليهم بعد الحديبية، لأنه تفرغ لهم.

[سرية عكل وعرينة]

٥٢٠- يقول ابن كثير إن هذه سرية كانت في سنة ست قبل الحديبية وقد نقلها عن الواقدى، وقال كانت في شوال سنة ست، أى قبل الحديبية بشهر، إذ الحديبية كانت في ذى القعدة الذى ولى شوالا.

<<  <  ج: ص:  >  >>