للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[رسائله صلى الله تعالى عليه وسلم]

٥٢٢- وفى هذه السنة بعد الحديبية فرض الحج. وإن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، ومن معه من جيش الإيمان كانوا قد أحرموا للحج.

وشرع الحج فريضة من بعد الحديبية مباشرة، وقالوا إنه كان قد شرع، وفرضه الله تعالى فى هذا الوقت مع أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم لم يحج إلا فى السنة العاشرة.

وهذا رأى أكثر الفقهاء، فالحج لا يجب فور القدرة عليه، ولكن يجب أداؤه فى مدى العمر، وقال بعض الفقهاء يجب فور الاستطاعة على أدائه، وقالوا إن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم أخره إلى العاشرة لأنه لم يكن مستطيعا ذلك قبل العاشرة، لأن الأصنام لم تزل قبل التاسعة، وكان مشغولا بالدعوة، وبيان الشرع، حتى نزلت الآية: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (المائدة) وسرد النبى صلى الله تعالى عليه وسلم الفرائض الشرعية بإيجاز، وأشهد المؤمنين على التبليغ.

وإنه بعد الحديبية تفرغ النبى صلى الله تعالى عليه وسلم للدعوة، فلم يرسل سرايا للقتال.

ولكن أرسل رسلا للدعوة إلى الإسلام، وتبليغ الدعوة.

قال الواقدى: فى ذى الحجة من سنة ست بعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ستة نفر مصطحبين حاطب بن أبى بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية.

وبعث شجاع بن وهب إلى الحارث بن شمر الغسانى ملك عرب النصارى.

ودحية بن خليفة الكلبى إلى قيصر، هرقل ملك الروم.

وبعث عبد الله بن حذافة السهمى إلى كسرى ملك الفرس.

وبعث سليط بن عمرو العامرى إلى هوزة بن على الحنفى.

وعمرو بن أمية الضمرى إلى النجاشى ملك النصارى بالحبشة، وهو أصحمة بن أبحر.

وسنتكلم عن الرسائل التى كانت مع هؤلاء الرسل عند الكلام على مكاتبة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم. والذى نقوله هنا هو أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم قد تفرغ للتبليغ، ولم يعد مقصورا على الجزيرة العربية وما حولها بل تجاوزها إلى الأقاليم الآخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>