للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد قيل فى سبب تحريمها فى خيبر بالذات أن الحمير فى خيبر كانت قذرة لأنها جلالة وكانت تأكل العذرة.

وقيل أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم منع أكلها؛ لأنهم كانوا يأكلونها قبل قسمتها من الغنائم؛ وقد يقال أنه ينافى ذلك وصف النبى صلى الله تعالى عليه وسلم: بأنها رجس. ولكن يجاب عن هذا بأنها كانت رجسا أى مالا خبيثا، لأنها لم تكن قد قسمت، فمعنى رجسها أنها لم تكن كسبا حلالا طيبا بل كانت كسبا خبيثا غير طيب.

ويقول الحافظ ابن كثير فى تاريخه: إن تحريمها هو مذهب جمهور العلماء سلفا، وخلفا، وهو مذهب الأئمة الأربعة، ولعل من المفارقة فى مذهب مالك أن يحرم لحم الحمر الأنسية، ويبيح أكل لحم الكلب، وله فى إباحة لحم الكلب اجتهاد يتصل بنص قرآنى، إذ أن القرآن الكريم أباح أكل صيده فى قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُمْ، قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ، وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ، فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَاتَّقُوا اللَّهَ، إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ. ويقول الامام مالك فى ذلك، كيف يؤكل صيده، ويحرم لحمه.

وبعض العلماء لهذه التأويلات المختلفة قال إن أكل لحمها مكروه، لأن التحريم يثبت بدليل يقبل التأويل ففيه شبهة! ومال ذلك الكراهة لا التحريم القاطع.

[تحريم سباع البهائم:]

٥٤٢- ثبت فى غزوة خيبر تحريم أكل سباع البهائم، وهى الحيوانات التى تعيش على أكل اللحوم، أو كل ذى ناب، كما يعبر الحديث النبوى، فقد روى ابن اسحاق بسنده أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم نهى يومئذ- أى يوم خيبر- عن أربع: عن إتيان الحبالى من السبايا، وعن أكل الحمار الأهلى، وعن أكل كل ذى ناب من السباع، وعن بيع المغانم حتى تقسم.

وقد تكلمنا فى النهى عن أكل لحوم الحمير الأهلية.

ونتكلم عن أكل كل ذى ناب من السباع، وهو ما يسمى فى عرف الفقهاء بسباع البهائم، وهى محرمة لذاتها، لهذا النص، ولحمها نجس، ولعابها وهو تبع للحمها نجس أيضا.

هذا وإن لحم سباع البهائم، أو كل ذى ناب كما عبر القرآن الكريم يكون حراما بالنص، ويحرم سباع الطير، كالنسر والحدأة والغراب وغيرها من أكلة اللحوم بالقياس على ذى الناب من سباع البهائم.

<<  <  ج: ص:  >  >>