للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأن قال له: هى لك يا رسول الله. وما كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يريدها لنفسه، ولكن يريدها لفداء المستضعفين من المؤمنين بمكة المكرمة، ولذلك بعث بها إلى مكة المكرمة ليفدى بها مستضعفين بمكة المكرمة، ففداهم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بهذه المرأة.

وقد روى مثل هذا مسلم فى صحيحه والبيهقى فى دلائل النبوة.

[سرية عمر بن الخطاب]

٥٥٩- أورد الواقدى أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بعث عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى ثلاثين رجلا إلى بعض أرض هوازن وراء مكة المكرمة بأربعة أميال، أى أنها على مقربة من مكة المكرمة، ولقد كان عمر رضى الله عنه من أعرف الناس بالعرب طبعا وخلقا، وهو ذو الفراسة القوية، والبصيرة النافذة المدركة.

ويظهر أنه كان ذاهبا إلى هذه الجهة ليتعرف ويتخبر، لا ليقاتل فقط.

ومهما يكن فقد سار الفاروق ومعه دليل من بنى هلال، وكان يسير ليلا ويكمن نهارا، وهو يتعرف ما أمامه، وما وراءه حتى وصل إلى بعض هوازن فهربوا من لقائه ومن معه.

عاد عمر أدراجه من غير قتال، ولكنه عاد بزاد من المعرفة عن مكة المكرمة وما حولها، وقد أشار عليه أصحابه أن يذهب إلى خثعم، ولكنه أبى، لأن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم لم يأمره بالذهاب إليهم، وهو يصدر عن أمر النبى صلى الله تعالى عليه وسلم.

[سرية عبد الله بن رواحة إلى يسير اليهودى]

٥٦٠- كان اليهود وإن فقدوا القوة العسكرية فى أرض العرب لا تزال فلول منهم مبعثرين فى أرضهم ويخشى أن يكون منهم تجمع فى جزء منها، ويكون قوة تؤلب على الإسلام، ولذلك كان النبى صلى الله تعالى عليه وسلم يتتبع أخبارهم ومن يظهر منهم، فيقضى عليهم أجزاء حتى يجعلهم جذاذا بدل أن يتجمعوا حوله.

روى الواقدى بسنده عن الزهرى أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بعث عبد الله بن رواحة فى ثلاثين راكبا، إذ بلغه أن يسير بن رزام اليهودى يجمع بنى غطفان ليغزو بهم، وبنو غطفان قد كانوا يمالئون اليهود فى خيبر، قبل أن يغزو النبى صلى الله تعالى عليه وسلم اليهود، وأنه حال بينهم وبين نصرتهم، حتى تمكن من دك حصون اليهود وفتحها.

<<  <  ج: ص:  >  >>