للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويظهر أن يسير بن رزام هذا أراد أن يحيى ذلك التعاون القديم، فبلغ ذلك محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم وهو الحذر الذى يمنع الشر قبل وقوعه.

ذهب إليه عبد الله بن رواحة، وأوهمه أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم بعث إليه ليستعمله على أرض خيبر، فيظهر هو ومن معه، فتبعهم بثلاثين رجلا من رجاله اليهود ومع كل منهم رديف من المؤمنين، ولما بلغوا مكانا معينا ندم يسير بن رزام على مسايرته ابن رواحة فيما قال، فأراد أن ينزع سيف عبد الله بن رواحة، ويهوى به عليه، ففطن له ابن رواحة، فزجر بعيره، وتمكن من يسير، فضربه ضربة قطعت رجله.

ولقد ضرب اليهودى عبد الله بن رواحة فى وجهه فشجه شجة عميقة.

وانكفأ كل رجل من المسلمين على رديفه من اليهود فقتله، ولم ينج منهم غير رجل واحد، ولم يصب من المسلمين أحد إلا شجة ابن رواحة.

ولقد قالوا أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم تفل على شجة ابن رواحة فلم تتقيح ولم تؤذه حتى مات.

ونرى من هذا حذر النبى صلى الله تعالى عليه وسلم من اليهود، وتتبعهم، حتى لا تقوم لهم قائمة فى أرض العرب.

[سرية بشير بن سعد إلى بنى مرة من فدك]

٥٦١- بعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى بنى مرة من فدك بشير بن سعد فى ثلاثين راكبا، فاستاق نعم بنى مرة، فقاتلوه، وقتلوا كل من معه، واستمر هو على القتال فقاتل وحده قتالا شديدا، ثم أوى إلى فدك، ونزل عند رجل يهودى، وكان غريبا أنه لم يغدر به، ثم كر راجعا إلى المدينة المنورة.

وقد بعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لبنى مرة هؤلاء غالب بن عبد الله ليقتص للذين قتلوهم من المؤمنين، وليفلوا شوكتهم.

وكان معه عدد من الصحابة فيهم أسامة بن زيد رضى الله تعالى عنه وغيرهم، وقد اقتصوا لمن قتلوا من المسلمين، وكان مما حدث أن قتل أسامة بن زيد رجلا قال لا إله إلا الله محمد رسول الله،

<<  <  ج: ص:  >  >>